الزفاف - محمود محمد الشلبي

أناجيك عبر اشتعال المحطات ،
 
والنزف يحمر... يسود
 
يرسم خارطة ... أو قبيلة .
 
أناجيك والصوت يمتد ... يمتد ،
 
يعلو .. ويهبط
 
يرتج فوق الممرات .... نافذة أو جديلة .
 
أسافر فيك وحيداً .
 
أنشر أحشائي الذابلات على صدرك اليوم
 
أغنية مستديمة .
 
وألهث .. ألهث ، هذي المنافي تطاردني ،
 
والتواريخ تخلع شاراتها ،
 
الحزن يكبر ... يحتد ...يحتد،
 
أنت تصيرين جبانة أو وليمة
 
أمد يدي إليك ، اغترابي يحاورني .
 
والوجوه المحناة بالويل ،
 
تعقد أعراسها في العراء .
 
فيحمل نزفك فوق " البراق "
 
كأضحية للسماء .
 
ويخضر وجه " علي " بساح المدينة .
 
ينشق بدراُ بليل المواجع ،
 
يندق سيفاً بصدر العدا .
 
أنادي :" علي " كبرت ... تشرخت ،
 
صرت الدم الدافق الحر فوق المدى ،
 
أنادي : " علي " أصابعك العشر
 
تحفر قبر الغزاة ...
 
وعيناك أوسع من دائرات الصدى .
 
* * *
 
لماذا أهاجر نحوك ؟
 
أحمل " زوادتي " منك
 
استل سيفي ...
 
أجيئك بيرق من وجد ،
 
وترنيمة من زمان الفتوح ؟!
 
لماذا يحاورني وجهك الآن ؟
 
أنكرتني ؟!
 
كيف أنكرتني ؟ كيف أنكرتني ؟
 
أنني قادم لأحمل نخل الجزيرة
 
شمس الجزيرة ،
 
حلم الشراع .. وعشب السطوح .
 
لماذا تغربت انقل حزن الصحارى ،
 
عيون الصغار .... دم الشهداء
 
و أردية المبعدين ؟!
 
 
 
أبقى أبصر في راحة الدهر ،
 
حقاُ تجيئين قافلة .. أو قصيدة .
 
وحقاً تجيئين بحراً .. وغيثاُ .
 
ولابسة من دماء الرجال ، الرجال
 
النساء ، الصغار ،
 
عبادات عشق جديدة .
 
ولكنني أسمع الآن أصواتهم تعبر الليل ،
 
تسبي من الخاطر الحلم ،
 
تزرع صبارها في العيون .
 
وتخطر أشباحهم في ضمير الجروح ،
 
وبين الممرات مثل الجنون .
 
ولكنني ... آه لكنني الماء ملء فمي ،
 
والدهاليز مسكونة بالمنون
 
والصغار ... الكبار على صدرها يرحلون
 
والكبار... الصغار على صدرها يرقصون .
 
 
 
ألا يا بلاداً تنمر فيها الجبان ،
 
اقبليني يمامة بيدٍ ..قصيدة شعر ،
 
حنيناً على خاطر ،
 
السيف .. والبندقية .
 
ألا يا بلاداً تحدر من صلبها ،
 
البرق والرعد ،
 
والسيف والغمد ،
 
والموت والوعد ،
 
اقبليني حرفاً جديدا .
 
وصوتاً يسميك دوماً بنية .
 
وصوتاً يسميك دوماً بنية .
 
فلم يبق بيني وبينك أي افتراق .
 
ولم يبق بيني وبينك ،
 
إلا العناق .
 
وإلا احتراق الأحبة .
 
في ليلة نابغية .

مناسبة القصيدة

\" في 23 آذار 1976 سقط الطفل \"علي عفانة\" شهيداً برصاص العدو الصهيوني على ارض فلسطين في قرية \" أبو ديس \" ..فتحولت جنازته إلى موكب زفاف \"
© 2024 - موقع الشعر