عسقلان في الذاكرة - محمود محمد الشلبي

-1-
 
عودي يا خيل صلاح الدين .
 
عودي صارية .. أو بحراً .. أو جدول .
 
عودي طفلاً يولد في تشرين .
 
عودي زوبعة في التاريخ الحاضر .
 
قمراً يترجل في ساحات المجدل .
 
شمساً تسطع في حطين .
 
شوقاً يأكل كل الأخضر واليابس ،
 
عودي النسغ المتسلل في أوداج المحرومين .
 
عودي أغنية تتوهج فوق شعاب القلب .
 
نبعاً يتفجر في الصحرا .
 
نخلاً ينبت في الصلب .
 
قافلة عودي أو سيفاً .
 
عودي خارطة ..
 
أو عودي حرفاً .
 
 
 
-2-
 
يا وجه بلادي ، ..
 
من يمحو عن شطك وقع سنابك ،
 
خيل الروم ؟!
 
من يطلع فوق سلاسل قريتنا ،
 
العشب المحروم ؟!
 
من ينبت كل الزيتون المحروق ،
 
وكل العشب البري ،
 
الشيح ، المرار ، الصبار ،
 
الدحنون ؟!
 
من زرع أشجاراً تتورق ،
 
فوق سدوم ؟!
 
يا وجه بلادي المصلوب كراية ،؟
 
قسماتك ضاعت مثل محاق ،
 
في رحم الليل .
 
أين الودع الأبيض في عينيك ،
 
وأين السفن الحبلى بالخضرة ،
 
أين الفرسان تدق الأبواب
 
على صهوات الخيل ؟!
 
 
 
يا وجه بلادي المصلوب كراية ،
 
ها عشبك ذاك الطالع فيك ،
 
وفي ... وفي المنفى ...
 
يرتد لصدري .
 
أقمارك تحتل الحزن الكاسف ،
 
ترتد لصدري .
 
تاريخك هذا المغسول بشلالات الدم ،
 
يشيخ كقنطرة في الحلم ،
 
ويرتد لصدري ،
 
أشواقك ...حلمك ... موتك ...
 
ميلادك.. أحزانك...
 
تكبر ، تكبر في الغربة ،
 
ترتد لصدري .
 
 
 
-3-
 
 
 
" عسقلان اليوم في حضن الرمال .
 
واحة للدمع ... أسوار ،
 
وتاريخ ...وآية .
 
عسقلان انتحرت أسوارها
 
وقت الجناية "
 
 
 
 
 
-4-
 
 
 
" دنا " تكبر في ذاكراتي جرحاً أخضر
 
فوق الساعد .
 
صوتاً يتهادى ...
 
حزناً .. وجهاُ يحتل الأفق الغربي ،
 
وقلباً يتوالد ،
 
في الرحم الواعد ،.
 
 
 
-5-
 
يا دنا1 ، يا بيدر حلم يتعرى
 
في الطرقات .
 
يا وشماً مزروعاً في قافلة العمر ،
 
وفي الساحات .
 
ملعون من جردك الزينة ،
 
من دك بيوتك ،
 
من غيّر منك الوجه
 
وشل القسمات .
 
* * *
 
أدعوك الآن لصدري .
 
أو فادعيني أنت لصدرك
 
ادعيني ، كي أرقص في حضرتك
 
الرقص البلدي .
 
كي أسقط في حضنك ،
 
كي أسقط ..
 
مثل بني .
© 2024 - موقع الشعر