بين هوائين

لـ صلاح بو سريف، ، بواسطة سماهر، في غير مُحدد

بين هوائين - صلاح بو سريف

صَمْتٌ
 
يسْكُنُ شُقُوقَ المَكانِ
 
.
 
هَواءٌ
 
أمْلَسٌ. بارِدٌ
 
وَحَفِيفُ زُهَيْراتٍ يُتَوِّجُ المَكانَ بِعِطْرِهِ
 
.
 
وَحْدي .هُنَا. أو
 
هُنَاكَ
 
أنْفَاسي تُرَاوِدُ سَهْوَهَا
 
ويَخْطِفُنِي هَسَيسُ يَدٍ شَرُدَتْ في
 
صَمْتِ المَكَان.
 
.
 
وَهَذا البَياضُ
 
وَعَيْنِي
 
وَتِلكَ الخَطَاطيفُ التي تُشْبِهُ البَرْقَ
 
والكُرْسِيُّ المُقِيمُ على شَفَا حَجَرٍ قَدِيم
 
.
 
و َيَدي
 
أصَابِعِي التي جَرَحَتْ صَمْتَ المَكان.
 
.
 
لا
 
أحَدَ. كانَ يَسْكُنُ هَذي الشُّقوقَ غَيْرَ أنْفَاسِي
 
.
 
يَدِي
 
طَوَّحَتْ بي بَعِيداً. فيما وَرَاءَ الكَلام
 
في سَدِيمِ الصَّمْتِ
 
وفي أنِين أعْضّائِيَ التي امْتَحَتْ
 
وصَارَتْ
 
ماءً
 
لِضَوْءِ هذا المَكان.
 
.
 
.
 
كَأسٌ حَبَابُها يَشْرَبُ دُكْنَةَ المَكَانِ
 
لا
 
شَيْءَ
 
على الطّاولَةِ
 
سِوَى يَدِي. أصَابِعِي الّتي كانَتْ تُرَاوِدُ سَهْوَهَا
 
وَتَنْثُرْ
 
قُشُورَ صّمْتٍ
 
هُنَاكَ. على شُرْفَةِ حِبْرٍ بَعِيدٍ
 
يُقِيمُ
 
.
 
مازالَتْ أصَابِعي تَرْتَعِشُ
 
ثمَّةَ بَيَاض يَلْفَحُنِي
 
نَوَافِذ
 
شُرُفَات
 
مَوْجٌ يَسْكُنُ شُقُوقَ الصَّخْرِ
 
.
 
وَيَدِي
 
تُنَاوِسُ
 
نِدَاءَهَا
 
.
 
لَيْسَ في المَكانِ ما يَكْفِي لِوََضْعِ
 
العَالَمِ على حَافَّةِ الجُرْحِ
 
.
 
صَوْتٌ مِنْ جِهَةٍ مَجْهُولَةٍ يَأتِي
 
بُنِّيٌّ
 
أوْ
 
أزْرَقٌ
 
لَكِنَّهُ يأتِي
 
.
 
مَنْ يُوقِف هذا البَنْدُولَ المُعَلَّقَ بَيْنَ هَوَاءيْن
 
وَيُرَمِّم شُروخَ هَذا الصَّمْت
 
فَأنَا
 
بِرِفْقٍ
 
أهَدْهِدُ هُدْنَةَ المَكانِ
 
وَأصَابِعِي مُشْتَعِلَه
© 2024 - موقع الشعر