ثــلاث عمانيــات - حيدر محمود

(1)
 
عمان.. يا خيمة الفصحى، ورايتها
من لا يراك بعين القلب، فهو عم..
الشمس في أفقك العالي منازلها
ويغرق «الكل» في بحر من الظلم
ما صيغ قلبك من ماس ولا ذهب
لكنه صيغ من جود ومن كرم..
لو أنصف «القوم» طافوا حول «قلعتها»
على الرموش، وباسوها بكل فم!
 
(2)
 
من سوى هذه «الجميلة» تزهو
بالهدى، وهي للهدى عنوان..
وله في جبينها كرم زيتون
وفي صدرها له بستان
يا صباح التسبيح ينساب منها
كانسياب الندى، ويعلو الأذان..
فهي بنت الندى، وهمزة وصل «البيت»،
«بالبيت».. والمدى قرآن
وهي بين «المباركين» مكان
باركته السماء، وهي زمان
إنها الدوحة الشريفة، والأغصان
معقودة بها الأغصان
وهي لم تعرف السجود لغير الله
يوما، ولا اعتراها هوان
ولكم هانت الجباه، وظلت
وحدها الجبهة التي لا تهان
وانحنى عند صبرها كل صبر
وانثنى طوع أمرها الطوفان
فهي أنقى من النقاء، ومنها
يطلع الكبرياء، والإيمان..
أيهذا الجميل فينا وفي الأمة
أنت النبيل، والإنسان..
 
(3)
 
يا أجمل «ليلى» في الكون،
أنا المجنون المسكون بحبك،
والمفتون..
بالعين، وبالميم، وبالألف، وبالنون..
حين أراك أراني..
ويعود إلى قلبي قلبي،
ويفتح فيه الزعتر، والدفلى، والدحنون
يا أيتها البدوية، والحضرية،
والختيارة، والطفلة،
والوردة، والشوكة..
يا وارثة حضارات الدنيا..
يا «فيلادلفيا»..
لا أملك إلا هذا القلب،
وأحلف أنك وحدك فيه..
فهل يكفيك، لترضي، يا ربة عمون؟!
© 2024 - موقع الشعر