مقامات نصر الله - أمينة المريني

المقامة الأولى :
 
يا تينا نصر الله , ألقا دريا يغسل منا بقايا طفولات
همجية . كانت ترسم في صحراء السبي خرائطها ما بين
بسوس والغبراء .
يا تينا نصر الله , ذات صباح ناري فوق جياد خضراء ترج
سنابكها أجواء كالحة جرداء . من هذا النافر من أحشاء
الأرز وأزمان العار ؟ هذا الطالع من بين متاريس النفي
أكاليلا من غار ؟
 
المقامة الثانية :
 
يدنينا نصر الله , من كل مقامات النخوة والحضرة والتوق
إلى عفو الله . قالوا : يطفئ هذا العفو عصور الجمر .
يحاصر سيل الهدر . يبرعم في القلب أزاهير الشوق , يمد
خيوط الوصل الوامق مابين القلب الغافي ونيران
العشق .
 
المقامة الثالثة :
 
مر غضب الله , مر هذا الثلج الرابض خلف رخام العين
الواسعة الجوفاء الحولاء المصلوبة مابين محيط وخليج.
مر ألا تقبس هذي العين من المشكاة على سعة , مر أن
تبصر هذا الدم ماء ثجاجا والبغي سراجا وهاجا وترى
القوم لدى حيطان المبكى أفواجا أفواجا ثم تقول :
سبحانك يا ألله , هذا قدر الله
 
المقامة الرابعة :
 
ما بين الرق وبين العتق يتسامق هذا الآتي من جهة
الشرق , أفياء من نور , ولأنه يا قلبي – المشتاق – الطالع
من أبراد الأرز وفي زمن الشنق , حيث تناحر خطين على
الفتق وخيط الرتق , سيجوب خرائب هذا الوطن المعمور
وينادي : هل من رجل يمشي هونا ويقول سلاما ؟ رجل لا
مقهور لامرذول لا عياب لا مشاء لا هماز لا هياب لا مبهور
لا مخمور .. رجل في مد العين الواسعة السائحة
المفتوحة ما بين محيط وخليج تزهر من برودته غابات
رجال في طول الأرز , النابت رمحا في خصر الوجع وأزمان الوخز
من هذا السيل الطامي ليل النفايات المتأنق في روض
الكلمات , ياسمينا زنبقة وشظايا قنبلات ؟
 
تاج المقامات :
 
بسم الله الرحمن الرحيم : إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين
الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفر , إنه كان توابا . صدق الله العظيم
 
المقامة الأخيرة :
 
في الليل الساجي الملفوف بأكفان البؤس
حيث – القرد – يهيل على القدس وقانا
أتربة النحس
يأتينا نصر الله
بفتح من قدر الله
مدائن هذا الحلم الموشي
بإفرند السيف وصبوة قوس
ياهذا الصوت الغامر
أجواء القلب الدامي
إفتح – بسم الله –
متاريس صلاح الدين
بدءا من رونق – شبعا –
حتى أقفال القدس
واغسل بالصوت – الزلزال – خطايانا
فلعله من أطلسي الباكي
من رحم الأرزة
يسمق جيل لا مقهور
لا هيات لا هماز
لا مبهور.. لا مخمور .. لا مسحور
يدحر هذا القرد
ويدنينا من رفرفك الأخضر
في ليلة عرس .
© 2024 - موقع الشعر