معركة بورغاس - إيليا أبو ماضي

هذي الوغى مشبوبة النيران
مشدودة الأسباب والأقران

شابت مفارقها وكانت طفلة
عذراء منذ دقائق وثوان

طوى السّلام فليس ينشر بعدها
أو يبعث الملحود في الأكفان

شقوا الطّروس وحطّموا أقلامكم
أليوم يوم شواجر المرّان

هانت على الصّمصام كلّ يراعة
ما لليراعة في الحروب يدان

يا صاحبي ليس الوغى من مذهبي
هاتيك وسوسة من الشّيطان

فالنّاس إخوان وليس من النّهى
أن يفتك الإخوان بالإخوان

لو تعقل الأجناد أنّ ملوكها
أعداؤها انقلبت على التيجان

قوم إذا شاؤوا الصّعود لمطلب
تخذوا مراقيهم من الأديان

أو إن كرهت الحرب كنت يراعة
وإذا قتلت أخاك غير جبان؟

إن كان قتل النّفس غير محرم
ما الفرق بين المرء والحيوان؟

الحرب مجلبة الشّقاوة للورى
والحرب يعشقها بنو الإنسان

لمن الخميس خوافق راياته
متماسك الأجزاء كالبنيان

متألب كاللّيل جنّ سواده
مستوفز كالقدر في الغيان

متدّفق كالسّيل في الغدرا
متدفّع كالعاصف المرتان

تتنزلزل الأطواد من صدماته
وتظّل منه الأرض في رجفان

عجلان يكتسح البلاد وأهلها
إنّ الشّقىّ العاجز المتواني

في كلّ سرج ضيغم متحفّز
في كفّه ماضي الشّباة يمان

© 2024 - موقع الشعر