أيلول الشاعر - إيليا أبو ماضي

ألحسن حولك في الوهاد و في الذرى
فانظر ، ألست ترى الجمال كما أرى ؟

" أيلول " يمشي في الحقول و في الربى
و الأرض في أيلول أحسن منظرا

شهر يوزّع في الطبيعة فنّه
شجرا يصفّق أو سنا متفجّرا

فالنور سحر دافق ، و الماء شعر
رائق ، و العطر أنفاس الثرى

لا تحسب الأنهار ماء راقصا
هذي أغانيه استحالت أنهرا

وانظر إلى الأشجار تخلع أخضرا
عنها ، و تلبس أحمرا أو أصفرا

تعرى و تكسى في أوان واحد
و الفنّ في ما ترتديه و في العرا

فكأنّما نار هناك خفيّة
تنحلّ حين تهمّ أن تستشعرا

و تذوب أصباغا كألوان الضحى
و تموج ألحانا و تسرى عنبرا

صور و أطياف تلوح خفيفة
و كأنّها صور نراها في الكرى

لله من " أيلول " شهر ساحر
سبق الشّهور و إن أتى متأخّرا

من ذا يدبّج أو يحوك كوشيه
أو من يصوّر مثلما قد صوّرا ؟

لمست أصابعه السّماء فوجهها
ضاح ، و مرّ على التراب فنوّرا

ردّ الجلال إلى الحياة وردّني
من أرض نيويورك إلى أمّ القرى

© 2024 - موقع الشعر