لا نالك العثرُ من دهرٍ ولا زللُ - ابوتمام الطائي

لا نالك العثرُ من دهرٍ ولا زللُ
ولايَكُنْ لِلعُلا في فَقْدِكَ الثُّكَلُ

لاتَعْتَلِلْ إِنَما بالمَكْرُمَاتِ إذا
أَنتَ اعتلَلْتَ تُرى الأوجَاعُ والعِلَلُ

تَضاءَلَ الجُودُ مُذْمُدَّتْ إليكَ يَدٌ
مِنْ بَعْضِ أَيدي الضَّنَى واستأسَدَ البَخَلُ

لم يَبْقَ في صَدْرِ رَاجِي حَاجَة ٍ أَمَلٌ
إِلا وقَدْ ذَابَ سُقْماً ذَلكَ الأملُ

بينا كذلك والدنيا على خطرٍ
والعُرْفُ فِيكَ إلى الرَّحْمَنِ يَبْتَهِلُ

وأعيُنُ الخلقِ تعطي فوقَ ما سُئلت
عَليكَ والصَّبْرُ يُعْطي دونَ ما يُسَلَ

حبا بكَ اللهُ من لولاكَ لانبعثتْ
فيه اللَّيَالي ومنها الوَخْدُ والرَّمَلُ

سُقْمٌ أُتِيحَ لَهُ بُرْءٌ فَذّعْذَعهُ
والرُّمْحُ ينادُ حيناً ثمَّ يعتدلُ

وحَالَ لَونٌ فرَدَّ اللَّهُ نَضْرَتَهُ
والنجمُ يخمدُ شيئاً ثمَّ يشتعلُ

أَجْرٌ أتَاكَ وِلَمْ تَعْمَلْ له وبَلاً
فِكْرُ المُقيم على تَوْحِيدِه عَمَلُ

© 2024 - موقع الشعر