إلى وطني الإمارات - هدى السعدي

يا أيها الوطنُ المعطاءُ يا ألقاً
ضُمت عليهِ حنايا الصدرِ والهدبُ

يا بيرق المجد والراياتُ أكثرها
نسيجها الزيف والتهويل والكذبُ

لكنّ نجمك في العلياء مفخرة
تغار من لمعها الأفلاك والشهُبُ

يا جنةً في ربوعِ القلبِ وارفةً
ترابُها زعفرانٌ ماؤها ضربُ

يا موطني يا إمارات الوئامِ ويا
دار السلامِ وأرضا رملُها خصبُ

أنتِ الإماراتَ بيتٌ طابَ مسكنُهُ
وخيمةٌ للعُلا أطنابُها الأدبُُ

شَرِبتُ ماءَ شذاها حيثُ روضتها
تَزهو ، ونهرُ حنينٍ دافقٌ عَذِبُ

لو شُقَ أكحل شخصٍ كان يسكنها
لسال من دمهِ الرمانُ والرطبُ

وكيف لا ونداك الغمر يملؤها
يا نجل زايد يا من دأبهُ الغلبُ

يا صائغ الحكمةِ العصماءِ ما برحت
على يديكَ ، سنا إشعاعها تهبُ

يا وارثاً لخصال الحمد ، موئلها
رواسخ الأصل .. جَدٌّ صالحٌ .. فأبُ

قد يحسب الوهم أن القوم قد ذهبوا
هيهات يصدأ مهما يدفن الذهبُ

ها أنتَ تَسْمُقُ للغايات مرتقياً
تَشَرَّفَتْ بكَ لم تشرُف بها الرُّتَبُ

يا شِبلَ(زايدَ) لم تخلق أخا كرمٍ
إلا ليعجبَ منْ أفعالِكَ العجبُ

يا فطرةً كرذاذ الغيث صافيةً
تَعَطّرتْ من شذا أوصافك الحِقَبُ

شقَقْتَ صدْرَ الصحارى أمرعتْ زمناً
تروي اليفاع فيزهو خدها التَّرِبُ

وأنتَ صقرُ بلادي..زهوُ طلعتِها
وكفكَ الغيثُ بلْ ما جادتْ السّحُبُ

رَكَزْتَ في الشُهُبِ الأمجادَ لامعةً
ومِنْ عٌلاكَ تغارُ السّبعةُ الشٌّهُبُ

وصُغْتَ مِنْ أثر الأجدادِ أشرعةً
تجري رخاءً بها الأخبارُ والكُتُبُ

أنت الصقيل الذي إن سُلَّ منصلتاً
عادت تحن إلى أمجادها العربُ

شممْتُ عِطْرَ البوادي في خلائقك ال
بيضاء كالقهوةِ السمراء تنْسَكِبُ

***** ***** *****
نحنُ الذينَ وهبْنا الأُفْقَ وثبتَنا

فصَُدّعَتْ منْ لظى صولاتِنا النّوَبُ
ولنْ نُضَامَ وإنْ أدمى أنامِلَنا

شوك العدى أو عرانا الجهد والسَّغَبُ
نصيرُ أنشودةً للمجد راقصةً

حتّى يُزغرد في أجوائنا الطَرَبُ
ونوقِدُ الخوفَ جمراً في نواظرنا

حتى يشعشع في آفاقنا اللهَبُ
الشاربونَ دِماء العرب قد حسبوا

بأننا إبلٌ تُمطى وتُحتلَبُ
سيشربونَ بإذن الله خيبَتَهُم

ويجتني العارَ سفّاحٌ ومُغْتَصِبُ
لَقَدْ أتيتكَ تذكو جمرَتي شَجَناً

وفي الأضالعِ من أوجاعِنا عَطَبُ
دم العروبةِ يغلي فيَّ مُشْتَعِلاً

غيورةً حُرَّةً قَدْ هَزَّها الغَضَبُ
بِنْتُ الإماراتِ .. لا أحنى لنائبة

إلاّ وقد يئست من نَيْلِيَ الِّريَبُ
بِنْتُ الإماراتِ..والأزمان تَعْرِفُني

عباءتي نسبٌ يُزهَى به النسبُ
سجَدْتُ للهِ أدعو أنْ يُباركَنا

فَشَعْشَعَتْ من دُعائي بالهدى القُبَبُ
أشكو إليكَ وبعضُ الشدوِ أٌغنيةٌ

ينوحُ دهراً على ألحانِها العَتَبُ
وسار ظِلّي حزيناً..خلفَهُ قَمَرٌ

يبكي كما لَجَباتُ النوقِ ينتحب
وقد تعزيتُ لَمّا كنت لي سنداً

وللحرائر إذ تنتابنا النُّوَب
يا سيّدي ..يا رؤى الدُنيا بهَيبَتِهِ

ويا عِقَالاً به الآمال تُرتَقَب
أبوك كان لكل الأوفياء أباً

لذا فأنتَ لكلِّ الأوفياء أبُ
شِعري على مبسم الآمال أغزله

كأساً تراقص نشواناً به الحَبَب
يا دفءَ همسي..وقاموسي..ويا لغتي

وأنتَ للفخرِ تاجٌ..لؤلؤٌ.. ذهَبُ
إذا تورّدَ في أحداثِنا أمَلٌ

فأنتَ للناسِ في آمالِهِمْ لَقَبُُ
قصائدي بكَ تحلو والرؤى وطنٌ

غَنّتْ على فمِهِ نجماتُكَ القُشُبُ
تُطِلُّ عزفاً شجياً في مرابعنا

يا ظل (زايد) أنتَ الوارِفُ الرّطِب
فما سواكَ أميرٌ قلبُهُ حَدِبٌ

وما سواكَ رئيسٌ صدْرُهُ رحِبُ
© 2024 - موقع الشعر