أمطرتنا الأرض على البلاد - نداء الخوري

أمطرتنا الأرضُ على البلاد
ورداً بجناحات
لو نظرتَ .. ترى
كل البلاد ورداً واقفاً
يبكي الثرى .
 
 
رفرفةٌ .. طيرٌ مذبوح
أجنحةٌ مكسرة
خاطرٌ مكسور
عمرٌ منعوف
مذبوحٌ بنصلِ المبخرة .
 
 
ترفرفُ البلادُ جناحات محاصرة
مخيم مهدوم
فصل مقطوع
فصيل مزروع بدروب المقبرة .
 
 
لو نظرتَ ترى
ورداً يغطّ المناقير في التراب
وينتفض من لون السواد
صوتاً كالغراب
 
 
وورداً تخثَّر عطرُهُ
ولونه يجري ، كالنهر المذبوح يجري
مذبوحاً في عنق الفتى
وفي ذات العنق
نهر يستحم بالعطش
يتلوى من مذابحه
ويدمل مجراه
من غضب السحاب .
 
 
أمطرتنا الأرضُ على البلاد
ورداً بجناحات .
وانكسر جناحُ اللون
توشحوا بالسواد
 
 
انكسر جناحُ الصوت
صرخوا ..
انكسر الخاطر
انكسروا ...
ومرّوا جنازاتٍ تحملُ الجنازات .
وجناح النهار تحاصر
ثم تجاسر وانتحر .
وأمطرتنا الأرضُ ورداً
ووردنا العطش
اختنقنا ...
من فيوضات البشر .
 
 
سِلْنا وماعَتْ ملامحُنا
وتغشم العمرُ عنّا
أمطرتنا الأرض
شربتنا السماء
لحنا جنائزياً مكللاً بالفناء .
© 2024 - موقع الشعر