لم يكن الانزفا - منى الحمد

جلست في ذلك الكرسي الذي يحتويك تسع سنوات ..
جلست ولكن هذه المرة ..
..بدونك ..
فأخذ فكري يدور في جنبات هذه الغرفة التي تجلس فيها منذ ذلك الحين
ولا تخرج منها ألا سويعات قليلة جدا ونادرة ..
كانت عيني ترمق المكان ..
بكل أسف ..
لم يكن هناك حافزا للمكوث الطويل فيها ..
وكنت اسأل نفسي ..
ماذا كان يمكنني أن افعل لو كنت مكانك ..
 
 
 
آه ……
انه لامر شاق علي يا أيها الشيخ الصابر..
فما بالك علي إنسان مثلك ..تعود علي الحياة الاجتماعية ..
أن يكون في مثل هذا الوضع ..
حمدت الله ..
وذرفت عيني دمعة خجلي ..لتذكري ابتساماتك ..حينما تستقبلني وتستقبل بها كل من تراه ..وبعض كلماتك التي تحييني بها وتخرج منك بكل صعوبة ..
وحرصك الشديد علي جريدتك الرياض ..
وقهوتك الصباحية ..
وإلحاحك السؤال عنها حينما تتأخر ..
 
 
 
حينما ادخل إلي المنزل..
التفت يسارا نحو غرفتك ..لعلي أجدك ..اسمع صوتك ..
اجدني اعتدت علي ذلك
..ولكني لا أجدك ..
تسع سنوات مرة ..
وأنت تقبع في هذا المكان ..
اقسم لك بأنك جبار ..
استطعت أن تستولي علي كل أفكاري ..
فلا تمر لحظه اجلس فيها وحيده إلا وأتذكرك ..
اعرف بمدي تقصيري ..
ولكني ومنذ أن خلقت ..فأنا اعجز عن الإفصاح عن ما يدور في داخلي إلا للورق ..
لم اكن اعلم أنني سأفتقدك ..ورغم مرور هذه الأيام ..
احسب أني نسيتك ..
ولكن اجدني استحضرك في مواقف كثيرة ..تمر في حياتي..وترتبط في أدق تفاصيل حياتي …….
رحمة الله عليك ،،
رحلت وتركت لنا إرثا" وكنزا" ثمينا"
ألا وهو حب الناس لك ….
© 2024 - موقع الشعر