وها أنا .. كفـرٌ تقـيْ .. - غير معروف

وها أنا .. كفرٌ تقيْ ..
 
 
 
وها أنا ..
أتجرعُ استفحالي :
أقطفني الفصلَ الحرامَ :
لا ملة َ غيرُ الغضب ِ ¡
ردتي .. انتحارُ الربﱢ ¡
فاشهدوا أني ..
أَعْدم ُ الفصول َ كلها ¡
وأدين .. بانصدام عشاقي !
***
الآن أحرق ُ الشموسَ ¡
ومن صدمة النهد ِ ..
أصنع عربدة ً ..
حلوة َ الدين ِ ¡
الآن أعزف للربﱢ ..
فلسفتي ¡
ربما يؤمن بكل شياطيني !
***
ما أشهى الغضبَ ..
إذ تسري سمومُهُ ..
برقصة التعب ِ ¡
فتعشقه ُ ..
بلابل الجحيم ِ ¡
وغربان الجنة ْ ¡
فلأشتهي غضبي ¡
حكمة ً ¡
لذة ً .. من ينابيع النار ِ ¡
وانتصار ِ البراكينْ !
***
إنما هو دينٌ ..
من عهر اللحظةِ ¡
إنما ذاك صممٌ ..
كأنه العدم ُ ..
يزيد .. من بهاء الكفر ِ ¡
فلأبدأ من الصفر ِ ..
ملة ً ..
يخشع لها الرب ¡
ويخجل الكونُ ..
عائداً .. لجحر البداية ْ !
***
هكذا أنا ..
حين تهديني الأشياءُ ..
عقولَها ..
البلهاءَ ¡
الصماءَ ¡
ويندحر كل شيء ٍ ..
صوبَ نزيفه / نقيضه ِ ¡
ويصير كل جنون ٍ ..
صفاءً ¡
ثراءْ !
***
عقلٌ ¡
عدلٌ ..
هو هذا الكفرُ ¡
فقط ..
قهقهة ٌ أخيرة ٌ ..
وتنكمش الظلال ُ ¡
وتعانق اللامعنى ¡
إذ لا معنى غير اللامعنى ..
وتنتهي أحزان السؤالْ !
***
لن أبكي بعد الآنَ ..
من صمم ٍ ¡
لن أركعَ ¡
لن أخشعَ ¡
لن أمزق رئتي ..
من دعاء ٍ أو من أرق ٍ :
سأنادي العدم َ :
سأسخر من الجنان ِ كلها ¡
سألغي الجحيم َ ..
سأهضم اللامعنى ¡
سأفْجرُ كأي ماردة ٍ ..
في حكمة العدم ِ ¡
ولعنة الزحام ْ !
 
مليكة مزان :
شاعرة أمازيغية من المغرب أستاذة مادة الفلسفة بالرباط
من ديوانها : بهذا يحدثني الجنون ...
© 2024 - موقع الشعر