طفل العراق - محمد نجر العضياني

أبتاه ماهذا الذي في بيتنا
ظيفٌ ثقيلٌ أم رؤى الوسنانِ

ماذا اصابك يا أبي ماذا جرى
ولما تُصر أبي على الكُتمانِ

ولما قميصُك بالدماء مخضبٌ
ولما قطعت تلاوة القُرآنِ

ماذا جرى في ليلةٍ مشئومةٍ
سلبتك منا في غضونِ ثوانِ

هلا ضممت إليك جسماً ناحلاً
الرعب في قلبي يهز كياني

لم لاتجيبُ ولو بحرف واحدٍ
وتريحني من حيرة الوجدانِ

الليل من حولي ظلام موحش
والقاذفات تهز كل مكانِ

حتى غدوت من المصيبة مثقلاً
متخبطاً في الوهم والحرمانِ

أبدون حقٍ تستباح عراقنا
ويقتل الأطفال والصبيانِ

وتمزقت اجسادنا بقذيقةٍ
بذكائها تقضي على السكانِ

غطى التراب وجوهنا بدويها
ولصوتها تتفجر الأذنانِ

وصراخ أمي حينما سقط الردا
والعلج يؤذي زهرة الريحانِ

قتلوا الشيوخ بدون ادنى رحمةٍ
وتبختروا في ساحة الميدانِ

أتبيت بغداد الحزينة ليلها
بين الرصاص وصرخة النسوانِ

لا زلت أذكر صرخة الطفل الذي
في رأسه شجٌ من العدوانِ

هلا نظرت إلى الدموع بعينهِ
والكلب والخنزير يبتسمانِ

قد حطموا ابتاه كل كرامةٌٌ
ويلٌ لهم من ساعة الطوفانِ

أهل العراق تمزقت أشلاؤهم
في ليلةٍ جعلت كما البركانِ

صرنا ضحية مجرم متكبر
من عابد العذراء والصلبانِ

هم بالسلاح تسلطوا وتجبروا
وتجمعوا كتجمع القطعانِ

وتستروا بعبارةٍ مكذوبةٍ
تفسيرها الإرهاب للإنسانِ

جمعوا الجيوش لقتلنا ولسلبنا
وكأننا في عالم الحيوانِ

ألاننا لا نرتضي الذل الذي
فرضته أمريكا على أخواني

أم أننا سرنا بدين محمدٍ
صلى عليه الله كل زمانِ

أين العروبةُ أينكم يا أخوتي
هلا ردعتم سطوة الطغيانِ

تستنكرون وتشجبون سذاجةً
يا للأسى يا أمة الخذلانِ

لا خير في مليارنا وبأمة
ترضى على الإسلام كل هوانِ

تركوا العراق مضرجاً بدمائه
يشكو من الآلام والأحزانِ

أبتاه إن ذهبوا بمالٍ وافرٍ
لن يهنأوا بالأمن في الأوطانِ

والله يا أبتاه لن نغفر لهم
ما دامت الدنيا على الأكوانِ

ما دمت أحيى والحياة زهيدةٌ
والقلب ممتلىء من الإيمانِ

والله لا يهنأ لنا بالٌ ولا
نهنأ بقرب الصحب والخلانِ

حتى ندك حصونهم وجنودهم
ويذل كل منافقٍ وجبانِ

سنكون سداً شامخاً بوجوههم
سداً منيعاً شامخ البنيانِ

سنكون هماً من هموم حياتهم
سنكون درساً ليس في الحسبانِ

لابد من يوم يذاع بنصرنا
بمشيئة الرب العظيم الشانِ

وتعود بغداد الكريمة حرةً
من قبضة المحتل والسجانِ

ويعود دين الله وهو مهيمنٌ
في ساحة الميدان والأديانِ

لا يستوي عند الإله مكانةً
حند الإله وزمرة الشطانِ

وإلى لقاءٍ تحت ظل العرش في
يومٍ يزلزل فيه كل جنانِ

© 2024 - موقع الشعر