جوركم علي عدل - عمر ابن الفارض

هُو الحب فأسلم بالحشا ماالهوى سهلُ
فما اختاره مضني به، وله عقلُ

وعش خالياً، فالحب راحته عناً
وأوله سقم، وآخره قتلُ

ولكن لدي الموت فيه، صبابة
حياة لمن أهوى، علي بها الفضلُ

نصحتك علماً بالهوى والذي أرى
مخالفتي، فاخترلنفسك مايحلو

فإن شئت أن تحيا سعيداً،فمت به
شهيدا، وإلافالغرام له أهلُ

فمن لم يمت في حبه لم يعش به
ودون اجتناء النحل ماجنت النحلُ

وقل لقتيلِ الحب:وفيت حقه
وللمدعي:هيهات ماالكحل الكحلُ

تعرض قوم للغرام وأعرضوا
بجانبهم عن صحتي فيه واعتلوا

رضوا بالأماني، وابتلوا بحظوظهم
وخاضوا بحار الحب، دعوى،فماابتلوا

فهم في السرى لم يبرحوا من مكانهم
وماظعنوا في السير عنه.وقد كلوا

أحباي أنتم،أحسن الدهر أم أسا
فكونوا كما شئتم،أنا ذلك الخلّ

إذا كان حظي الهجر منكم.ولم يكن
بعاد،فذاك الهجر عندي هو الوصلُ

أخذتم فؤادي.وهو بعضي.فماالذي
يضركم لوكان عندكم الكلّ

نأيتم،فغير الدمع لم أرiوافياً
سوى زفرةٍ من حرّ الجوى.تغلو

فسهدي حي ، في جفوني ،مخلد
ونومي بها ميت ودمعي له غسل

هوى طل ما بين الطلول دمي فمن
جفوني جرى بالسفح من سفحه وبلُ

تباله قومي ، إذا رأوني متيماً
وقالوا : بمن هذا الفتى مسه الخبلُ

وماذا عسى عني يقال سوى غدا
بنعم ، له شغل ، نعم لي بها شغلُ

وقال نساءُ الحي :عنا بذكرمن
جفانا ، وبعد العز لذ له الذلّ

إذا أنعمت نعم علي بنظرة
فلا أسعدت سعدي ولا أجملت جمل

وقد صدئت عيني بروية غيرها
ولثم جفوني تربها للصدا يجلو

وقد علموا أني قتيل لحاظها
فإن لها ، في كل جارحةٍ نصل

ومالي مثل في غرامي بها ،كما
غدت فتنةً في حُسنها ، مالها مثلُ

حَرام شِفا سُقمي لديها ، رضيتُ ما
به قسمت لي في الهوَى ، ودمي حلُّ

فحالي وإن ساءت فقد حسنت به
وماحظ قدري في هواها به أعلو

ولي همّة تعلو ، إذا ماذكرتُها
وروحٌ بذكراها إذا رخصت ، تغُلو

جرىحُبها مجرى دمي في مفاصلي
فأصبح لي ، عن كل شغل ، بها شغل

وفرغت قلبي عن وجودي مخلصاً
لعلي في شغلي بها ، معها أخلوا

ومن أجلها أسعى لمن بيني وبينها
لتعلم ما ألقى ، وما عندها جهل

وأصبوا إلى العذال حباً لذكرها
كأنهم، مابيننا في الهوى رسل

فإن حدثوا عنها،فكلي مسامع
وكلي،إن حدثتهم،ألسن تتلو

© 2024 - موقع الشعر