لمـن يضـوع الشـذا أو يزهـر الكلـم - مانع سعيد العتيبه

لمن يضوع الشذا أو يزهر الكلم
إلا لمن عيشنا من غيرها عدم

للمرأة الملهم المعطاء أرسلها
تحية الود بالإعزاز تتسم

وأسكب العز في كأس أقدمها
لها بفخر على عيني يرتسم

الله باركها والدهر عاركها
وكرمتها شعوب الأرض والأمم

ففي يديها خيوط المجد تغزلها
ثوبا تطرزه الأخلاق والقيم

شريكة العمر لا تحصى مناقبها
أم الرجال وأخت وابنة لهم

هي ابتسامة شمس الحب إن سطعت
فكل ما حولنا بالحب مبتسم

وراء كل عظيم توجد امرأة
ما تم من غيرها مجد ولا عظم

إذا طغت عتمة في درب فارسها
تشع نورا فلا تتعثر القدم

وحين ينتابه هم يؤرقه
فلا ينام ويغزو قلبه السقم

تشير للقمة الشماء في ثقة
كمن يقول : تنادي أهلها القمم

ولا تصاب بيأس إن رأت أملا
يضيع في حزنه الطاغي و ينهزم

ولا تسلم للأحداث دمعتها
من سلموا الدمع للأحداث ما سلموا

وتستجير بقلب بين أضلعها
هو العطاء ومنه الجود والكرم

يخفي أساها لتحظى بابتسامتها
عيناه ما أروع الأحزان تبتسم

وتمسح الدمع عن خديه ضاحكة
مع أن نار الأسى في القلب تضطرم

تظل تزرع في بركانه حمما
حتى يثور به البركان والحمم

وحين ينهض من يأس ألم به
وجرح تلك الليالي السود يلتئم

يستل سيف الأماني البيض مقتحما
سود الليالي وبالآمال يلتحم

فتقتفي خطوه في الفجر تتبعه
إلى ذرى قمم ما طالها حلم

هذا هو البذل في أسمى مراتبه
ونعمة البذل لا ترقى لها النعم

أشد للمرأة المعطاء أشرعتي
ومركبي الشعر والأوراق والقلم

وأسأل الريح والأمواج عن جزر
ما زارها ضجر أو سامها سأم

للمرأة الحكم فيها وهي عادلة
ولا يلام الذي للعدل يحتكم

عرفت في المرأة الخير الذي فعلت
وما وجدت بها الشر الذي زعموا

أعزها الله بالإسلام فارتفعت
وعز فيها جهاد وارتقت شيم

دين المساواة بين الناس يجعلنا
نصون حقا لها فينا ونحترم

وحين نذكر أسماء وعائشة
وسيف خولة تصحو عندنا الهمم

وهذه كتب التاريخ شاهدة
وبالألوف من الأسماء تزدحم

لو لم تصح في وجوه القوم مسلمة
لما تصدى لجيش الروم معتصم

والله إن صدى صوت استغاثتها
ما زال في سمعنا يعلو ويحتدم

وكم نداء تعالى بعده ودوى
فما تحرك في ميت العروق دم

يا ليت شعري أما في القوم معتصم
يصيح : لبيك يا أختي ويقتحم

على أديم بلادي أزهرت مثل
من بذل ليلى وسلمى عطرها شمم

هذي الزهور عطاء لا كفاء له
من الفداء فما للقوم قد وجموا

أتنكر العين ما قامت به امرأة
تدعى سناء ويغزو سمعنا الصمم

أليس للمرأة المعطاء في بلدي
فضل الفداء فما للجهل يتهم

وما لقومي يرون الشمس ساطعة
ويزعمون بيأس أنها الظلم

هذا هو الصبح فلنبدأ مسيرتنا
إلى البناء وإلا عضنا الندم

ولنعط للمرأة الحق الذي أمرت
به الضمائر وارتاحت له الذمم

ولنجعل العلم والإيمان في يدها
حبلا به بعد حبل الله تعتصم

يا قوم لا تقتلوا في صدرها أملا
به تعيش وفي دنياه تنسجم

لا تجعلوها بلا دور تقوم به
كأنها في سجل مهمل رقم

كلا ولا تمنعوا عنها نصائحكم
ولتسمعوها ففي أقوالها حكم

إن البداية كانت صرخة امرأة
ومع تلاشي الصدى أنهي وأختتم

© 2024 - موقع الشعر