كــان لـلـذكـرى عـويــل - مانع سعيد العتيبه

كان للذكرى عويل
في دجى الليل الطويل

وأنا فوق فراشي
مستكين كالعليل

مغمض العينين لكن
ما إلى النوم سبيل

إن نوم العاشق المشتاق
أمر مستحيل

كيف أغفو ودموعي
فوق خدي تسيل

كلما أسلم عيني
للكرى يعلو الصهيل

من خيول الشوق تعدو
فوق حب لي قتيل

كان في دنيا وجودي
مثل فردوس ظليل

ثم جار الدهر يوما
والهوى شد الرحيل

ضيع الدرب حبيبي
ومضى دون دليل

في قفار ليس فيها
واحة تروي الغليل

قلت يا رب أجرني
وارفع الخطب الجليل

أعطني الصبر خليلا
بعد أن ضاع الخليل

وتوكلت على من
كان لي نعم الوكيل

واستجاب الله مني
فله الشكر الجزيل

أصبح الصبر رفيقي
في طريق الألف ميل

خطوتي الأولى تحدت
هم أحزاني الثقيل

قلت للحزن وداعا
أنت ما عدت الزميل

فابتعد عني فإني
مستقيل مستقيل

طرق الحب فؤادي
بعد هذا ليحيل

كل صحرائي جنانا
من زهور ونخيل

غاب ماضي الحب عني
مثل مسكين ذليل

وتبقى منه ذكرى
ضوؤها الباقي هزيل

إنما حين توافي
في دجى ليلي المليل

يعصف الشوق بصبري
وأرى قلبي يميل

أبدا ليس كثيرا
في الهوى هذا القليل

وأنا المعطاء لكن
من نأى عني بخيل

لم يدع لي غير ذكرى
مثل أصداء عويل

© 2024 - موقع الشعر