في نهار الخميس اللي تعدى مع طريق المطارى - ماجد بن مغيرق العصيمي

في نهار الخميس اللي تعدى مع طريق المطارى
كنت ماشي لوحدي وأتمثل باللحون القدامي

شفت زولً نطحني وسط جول يدرج ويتبارى
يدرج ويتبارى في مسيره مثل جول الحمامي

في طريق وأنا بين المطار وبين فندق صحارى
فز قلبي وحن وتهت وعيوني حربها المنامي

وأخذ راس السهم وأوعز له المسؤول بالانتشارى
خطوته وحده يمشي على الدقه وهو بالأمامي

وأعترض بالمسير ولا وقف لي وانحرف واستدارى
قلت رد التحية يالحمام الورق وأد السلامي

قال من حظرتك ياللي لنا بالأمر تصدر قرارى
ما أنت ضابط مرور ولا مدير ولا أنت قايمقامي

قلت أنا شخص عادي لا مدير ولاني مستشارى
ماشيا في طريق الصح وحدي ما أخترقت النظامي

قالت أنت الحيا على محيال وعليك الوقارى
بالشكل مستقيم وصرت بالجوهر خفيف وحرامي

نحسب أنك من أهل الشبح وإلا من عيال السدارى
غرنا الشكل والهندام والسنحة وحلوا الكلامي

ما درينا أنك بديوي مغربل عشت بأرض قفارى
ما عرفت التمدن والحضارة قبل عشرين عامي

عايش بين رعيان البدو ومتابع أم الحوارى
حافياً دايم وعريان يا بدوي وجيعان ظامي

مهنتك تطرد الضبان بالمكانس ليل ونهارى
فوق وارد عراوي والسكن بالطلح والا الخيامي

قلت أنا صح بدوي والبدو ساس العرب والحرارى
هم هل المجدوأهل العزوأهل المتعبات الحشامي

آكل الضب والغزلان وطيور الحجل والحبارى
وأتلذذ بنسمات الهواء والبر غايت مرامي

لاختلط نبته ونواره وريح النفل والشقارى
وشفت نبت الزهر كاسً تضاريبه ورؤس العدامي

من بدايةحياتي عشت في هضبةوسيع الفقارى
مسقط الراس نجد وديرة أهلي والخوال وعمامي

ديرة ما أمتزج في دم أهلها دم ترك ونصارى
ديرة العرب وأرض العرب مهد للرجال العظامي

والمدينة عرفنا سلمها واحنا بسن الصغارى
وقد قرينا في السبع المثاني جالسين وقيامي

والحضارة ومفهوم الحضاره في لغتنا شعارى
من نهر دجله إلى أم القرى وأرض الكنانه وشامي

وجامعة فاس وأرض القيروان وكل ذيك الديارى
وجامع الأندلس بالغرب والمشرق بدار السلامي

من مقدمة ابن خلدون أخذنا الدرس والاعتبارى
في لغة ناطقين الضاد تلقين العبر والعلامي

قالت أنته مخضرم وأرجو أنك تقبل الاعتذارى
والمسامح كريم ويظهر إنك من ربوع كرامي

قلت أنا ما تعديت الحدود ولا طمرت الجدارى
محتفظ بالأدب ومقيدً نفسي بأدب وإنتظامي

قالت من أين لك هذا وحنا في كلامك حيارى
وأنت عايش ببيئة ناس عمي وكل أبوهم عوامي

قلت ذي مهنتي والسرماأبدي به لناسً كبارى
يدعون الفهم وعقولهم تسبح بجهل وظلامي

قالت العفو يا شيخ الشباب وبالمزوح نتجارى
بين سلبي وإيجابي من حديثك كن حديثك فيه إنتقامي

قلت لا ينكشف سري وسرك ثم يصير انشقارى
يصبح الكل من عرضه للائمه والملامي

والحذر ما يفك من القدر وأنتي حذارى حذارى
والمشقى معرض دايم للنقد والإتهامي

خلها بيني وبينك خفا يا سيد كل لعذارى
لا تفرح علينا الشامتين وناقلين الكلامي

يا خساره على التعليم يا هل المعرفه يا خسارى
ميزة العلم الأخلاق الفضيله والادب له سنامي

علم من دون أدب وأخلاق عرضة للخلل والدمارى
وكل من حب ذاته يكره ولا يصبح اله إحترامي

قالت أقطع علاقتنا القديمة ماني لك مجارى
ساعة أجمعتنا نفترق فيها بسلم وسلامي

قلت ما فيه مانع عندنا كان الغضي ما أستخارى
والستر حبه الله مر حطي لك حجاب ولثامي

قالت أعطني إسمك صح لا تعطيني المستعارى
وخلنا نبني علاقات ود وصادقه وإنسجامي

قلت أنا تبت عن طردالهوا والعشق عني توارى
أذكر العشق ودروب الهوا والحب مثل الحلامي

قالت أنته خطير ويظهر أنك تختبرنا أختبارى
خاف ربك وعوذ من إبليس وصل خلف اليمامي

قلت أنا أصلي فروضي وأحج البيت وأرم الحجارى
وأدي الواجبات الواجبة وأصوم شهر الصيامي

قالت أنا أنتقم منك وولع بالمعاليق نارى
لين تمشي لنا مطواع يأحمد بالرسن والخطامي

قلت دربي يمين ودربكم يا زين عني يسارى
وكلنا بشر ناقع في متاهات الخطأ والظلامي

ربنا كونك من ضلع أعوج ما عليها غبارى
كيدكن كيد مع يوسف عليه أفضل صلاة وسلامي

دارت الدائره عليك يا راع النهود الصفارى
والتحدث معك ممتع وحنا ما ورانا دوامي

قالت أرفق ترى جسر الموده صار فيه انهيارى
وأصبحت بيني وبينك يدين البغض والإتهامي

أنت طولتها وأحنا علينا طول الإنتظارى
لا تورط بقذف المحصنات الغافلات الحشامي

عندي إحساس بأن الملتقى والمعرفه بأنحدارى
بأنحدار وتدني والنتيحه بيننا الأنقسامي

قلت نظرة مودع للمودع والذي صار صارى
وحل وقت الفراق وبعدها ما عاد فيه التيامي

قالت الله معك وأنته برأيك حر واحنا حرارى
والبشر غالب ومغلوب من عدة قرون وعوامي

© 2024 - موقع الشعر