تركت لهن الأخبار - قاسم حداد

تركت لهن الأخبار
 
يكتبنها كما يحلو لهن ،
 
ساحرات يبتكرن الليل ،
 
قليلات النوم ، حاسرات الشعر ،
 
محررات الصدور ، يتهجين الأطفال ويرضعن الهواء.
 
يحكمن الغابة مثل بيت الحلم ،
 
ويخدعن الظهيرة لكي تذهب باكراً ،
 
أصدق أنهن الشجرة حيناً ،
 
ومدخنة ترسل رمادها الخفيف حيناً ،
 
ودائماً يبعثن برسائل السهرة مع الجنادب و أمراء العتمة،
 
فأمحو بياض السرير الموحش وأتبع الرائحة ،
 
مثل ذئبٍ يمشي في نساء الجنة.
 
يسمعن قصصاً شردتني
 
وحزناً أورثني إياه سفر طويل و زنزانة نادرة .
 
يصغين لبوحي مثل رأفة الأم .
 
طفل تمحوه جذوره وعيناه تسعان الأفق .
 
وعندما تأخذني الغفوة
 
يمسحن أصابعهن الرحيمة في روحي
 
فيطلع ريش خفيف يحملني
 
وينساب بي ذئب أكثر رهافةً من الشبح .
 
يسهرن في تدوين أخباري بقية الليل
 
فيما يذرعن الغابة في جنونٍ مشغوفٍ بما يفعل .
 
شعور طائشة ،
 
صدور مغسولة بالريح
 
وجسد منسي يحلم بكوخٍ في مكان .
© 2024 - موقع الشعر