بقايا حلم - ابراهيم ناجي

آهِ من وجْدك بالهاجر آه
تتمنى أن تراه؟ لن تراه!

خدعَتْنا مقلتاهُ خدعتْنا
وجنتاه خدعتنا شفتاهْ

والذي من صوته في مسمعي
وخيالي غادرٌ حتى صداهْ

حلم مرَّ كما مر سواه
وكذا الأحلام تمضي والحياهْ

أين يا ليلاي عهد الهرم
أين يا ليلاي حلو الكلِم؟

هامسات بين أذني وفمي
سارياتٍ غرداتٍ في دمي

كلمات عذبة معسولة
ضيَّعت وارحمتا للقسمِ

ذهبت مثل ذهاب الحلم
إنني أعلم ما لم تعلمي

كيف صدَّقنا أضاليلَ الهوى
بنُهى طفل وإحساس صبي؟

حسبُنا منه سماء لمعتْ
فوق رأسينا وكوخ خشبي

حلم ولّى ووهم لم يدُم
ما تبقّى غير خيط ذهبي!

ذات يوم في أصيل فاتن
ذابت الشمسُ فسالت ذهبا

كست النيلَ نُضاراً وانثنَتْ
تغمر الصحراء نخلاً وربى

ما على الجيزة أن قدم أبصرتْ
شفقي معتنقاً فجر الصبا

قد رأتنا مثل طيفَيْ حلمٍ
ما عليها أقبلا أم ذهبا!

قلتُ هيا! قلتِ نمشي سرْ فما
من طريق طال لا نذرعهُ

قلتُ والعمر بعيني كالكرى
وأنا في حلم أقطعهُ

جمع الدهرُ حبيباً وامقاً
بحبيب وغداً ينزعهُ

أطريقان: طريق دونه
في حياتي وطريق معهُ؟

كلما خلَّى حبيبي يده
لحظة قلت وحبّي أبقِها!

أبقها أنفض بها خوف غدٍ
وأحسَّ الأمن منها وبها

أبقها أشددْ بها أزري إذا
ضعُف الأزرُ أو العزمُ وهي

أبقها أُومنْ إذا لامستها
أن حبي ليس حلماً وانتهى

© 2024 - موقع الشعر