كفي الملام - فهد العسكر

وتناهبت كبدي الشجون .. فمن مجيري من شجوني
 
وأمضّني الداء العياء.. فمن مغيثي من معيني
 
أين التي خلقت لتهواني .. وباتت تجتويني
 
أماه قد غلب الأسى .. كفي الملام وعلليني
 
أرهقت روحي بالعتاب .. فأمسكيه أو ذريني
 
أنا شاعر أنا هائم .. أنا مستهام فاعذريني
 
أنا من حنيني في جحيم آه من حرّ الجحيم
 
أنا تائه في غيهب .. شبح الردى في قريني
 
وأنا السجين بعقر داري .. فاسمعي شكوى السجين
 
بهزال جسمي باصفراري .. بالتجعد بالغضون
 
***
 
وطني وما أقسى الحياة به على الحرّ الأمين
 
وطني وما أقسى الحياة به على الحرّ الأمين
 
وألذّ بين ربوعه من عيشتي كأس المنون
 
وألذّ بين ربوعه من عيشتي كأس المنون
 
قد كنت فردوس الدخيل.. وجنة النذل الخئون
 
لهفي على الأحرار فيك .. وهم بأعماق السجون
 
ودموعهم مهجٌ وأكبادٌ ترقرقُ في العيون
 
ما راع مثل الليث يؤسر وابن آوى في العرين
 
والبلبل الغرّيد يهوى .. والغراب على الغصون
 
***
 
وطني وأدت بك الشباب وكلّ ما ملكت يميني
 
وقبرت فيك مواهبي واستنزفت غللي شؤوني
 
ودفنت شتى الذكريات .. بغور خافقي الطعين
 
وكسرت كأسي بعدما .. ذابت بأحشائي لحوني
 
وسكبتها شعراً رثيت به منى الروح الحزين
 
وطويتها صحفاًَ ضننت بها وما أنا بالضنين
 
ورجعت صفر الكف منطوياً على سرّ دفين
 
فلأنت يا وطني المدين .. وما هزارك بالمدين
 
***
 
وطني وما ساءت بغير بنيك يا وطني ظنوني
 
أنا لم أجد فيهم خديناً .. آه من لي بالخدين
 
واضيعة الأمل الشريد .. وخيبة القلب الحنون
 
رقصوا على نوحي واعوالي واطربهم أنيني
 
وتحاملوا ظلماً وعدواناً عليّ وأرهقوني
 
فعرفتهم ونبذتهم لكنهم لم يعرفوني
 
وهناك منهم معشر أفّ لهم كم ضايقوني
 
هذا رماني بالشذوذ وذا رماني بالجنون
 
وهناك منهم من رماني بالخلاعة والمجون
 
وتطاول المتعصبون وما كفرت وكفروني
 
وأنا الأبيّ النفس ذو الوجدان والشرف المصون
 
الله يشهد علي وما أنا بالذليل المستكين
 
لا درّ درهم فلو حزت النضار لألهوني
 
أو بعت وجداني بأسواق النفاق لأكرموني
 
أو رحت أحرق في الدواوين البخور لأنصفوني
 
فعرفت ذنبي، أن كبشي ليس بالكبش السمين
 
يا قوم كفوا دينكم لكم .. ولي يا قوم ديني
© 2024 - موقع الشعر