مكابرة

لـ فدوى طوقان، ، في غير مُحدد

مكابرة - فدوى طوقان

أهذا أنت؟ من اي الكهوف
بزغت يا وجهاً طمرناه
وألقينا في الغيهب، في أعماق
ماضينا
ورحنا نشرب النسيان في صمت
وفي صمت نعب مرارة التسليم
والإذعان للأقدار يوم هوى
بنا البنيان واندحرت أمانينا
أما كنّا تشاغلنا
عن التذكار والأشواق!
وفوق كآبة الأعماق أسدلنا
ستار الرفض والكبر
وقلنا للعيون الطائشات السود
قلنا: يا أعز عيون
صحونا، نحن بعد اليوم لن نسكر
فردّي الكأس عنّا يا
أعزَّ عيون.
ورحنا نخنق الإحساس نلجمه
بهذا القلب، نلجم رعشة
الإحساس والشعر
وكانت أجمل الأشعار ما زالت
بهذا القلب ترعش فيه لكنا
وأناها وقلنا لن
نريق سدىً أغانينا
ولن نسقي غرور الزنبق النشوان
مهما رف، لن نسقيه
حتى غابة العطر
خنقنا نفحها فينا
وفوق كآبة الأعماق أسدلنا
ستار الرفض والكبر
شُغلنا عنك وانفتحت
لنا الآفاق تدعونا
تجد لنا منى اخرى
وتزرع حولنا الأفياء تمطرنا
بألف رجاء
وقلنا: يا خلاص الروح
أخيراً قد تعافينا
فلا تحنان، لا أشواق، لا ذكرى
تنادينا
فمن أي الكهوف بزغت
يا وجهاً عبدناه
زماناً، ثم في أعماق ماضينا طمرناه
أما كنا ذهلنا عنك حتى قيل
لم نعرف هواك؟ فأي ينوعٍ
من التحنان والذكرى
من التهيام والذكرى
تفجر بغتة فينا
نكابر، ندَّعي أنا
تعافينا.
نكابر، يا ضلال الكبر، يأبى أن
يقر الكبر أنك في قرارتنا
نداء قاهر كالموت. كالأقدار
يأبى أن
يقر الكبر أنك لهفة أبديةٌ
فينا
© 2024 - موقع الشعر