هزيمة

لـ فدوى طوقان، ، في غير مُحدد

هزيمة - فدوى طوقان

حكايتنا لم تكن غير ظلٍ
سريع الزوال
تفيأه قبي المتشرد في يوم صيف
وأغفى هنالك يحلم، يحضن في
حلمه ألف طيف
فيهمي الندّى حوله والشدّى والجمال
وها هو عاد، ولا ظل يحنو عليه
و لا طيف من حلمه في يديه
ومات الندي حوله والشذى والجمال
وأنت، تبالي؟!
ولكن لماذا؟ لماذا تبالي؟
أنرجع؟
كلا فما عاد يعذب ذاك
الجنون
وكيف نعود وهذا الجدار
يسدّ علينا طريق الرجوع
حدار أصم بغير عيون
تدور به عاصفات الظنون
تعال إليه
وخلّ أصابعك البارده
تمر عليه
لتلمس قسوة أحجاره
لتعرف أي جدار رفعناه
نحن، وشدناه، دون طريق الرجوع
ولو أنت كفرت، أو أنا كفرت
بين الأسى والدموع
ولوف فتحت راحة العفو كوة
وقمنا نطلّ على الدرب درب
الرجوع
فماذا سنبصر؟ أعماق قوة
بغير قرار
مضت تتثاءب خلف الجدار
تمجّ الفراغ، تمجّ الدوار
سأمضي بروحي المشرد
بعيداً سأمضي وأبعد
وما زال في الروح ينزف جرح
وما زال يرسب في الجرح ملح
وهذي المراه
بقلبي ترسو؛ بأعماق قلبي
تحدثني عن هزيمة حبي
وتحكي انكساره
1960
© 2024 - موقع الشعر