وانتظرني

لـ فدوى طوقان، ، في غير مُحدد

وانتظرني - فدوى طوقان

حين تبدو الحياة في يومك المقفر مني
كئيبة مملوله
ويلح الشوق اللجوج فتدعوني ودوني
مجاهل وبرابري
وأماني شوامخ الأسوار
فامض نحو الجسر الكبير مع الذكرى
ورعشاتها العذاب الجميلة
تراني هناك أمشي إلى جنبك
أنت استغراقتي وابتهالي
وأنا كنزك الذي تحتويه
بيدي باخلٍ وحرص ضنين
وتواريه عن فضول العيون
والاصيل الملوّن الحلو يطوينا
حبيبين ناسجي آمال
وسنمضي معاً إلى الضفة الأخرى
بعيداً عن اصطخاب المدينة
في الطريق الممدود نمشي وللصمت خشوعٌ
يلف جو هوانا
ليس إلا النجوى ووقع خطانا
وطمأنينة تكلل روحينا وأمنٌ
وراحة وسكينه
وسنمشي ونحن نجهل من يدفعنا
في المدى وما سنلاقي
وسنمشي معاً بعيداً ولا ندري
متى ينتهي الطريق الوثير
أو إلى اين سوف يفضي المسير
ونداء المجهول صوت خفي
هاتف من قرارة الأعماق
وسنبقى هناك نمشي ولا نعلم إلا
شيئاً يحسه قلبانا
هو إيماننا المقدّس بالحب
ثوى في أغوارنا المجهولة
وحدانا على الدروب الطويلة
وزكا شعلة تضيء بعينينا
فنمضي على سناها كلانا
هكذا كلما ألحّ عليك الشوق
عد للماضي، وعش في الذكرى
واحي أيامنا ونحن على النهر
ونيسان ضاحك في الضفاف
راقص الظل رائع الأطياف
وانتظرني، غداً سيجمعنا الحب
شتيتين في حماه استقرّا
© 2024 - موقع الشعر