هوامش امرأة على الهامش - فتحيه العجلان

(1)
أبدأُ يومي
أتحرّكُ
أُوقظُ أطفالي
هيّا قوموا فالحلمُ جميلْ
يا أحلى من أحلامي
يا وردةَ أنغامي
قُومي
فالفصلُ يناديكِ
وأحاديثُ الكرسيّ تُناديكِ
ودفاترُ رسمكِ والألوانْ
قُومي
طابورُ الصبحِ تهيّأ بالألحانْ
قُومي الآنَ
صباحكِ حبٌّ يا أمّي
وصباحكَ حلمٌ يا وطني
وصباحكَ وردٌ...
يا زمني الأجملْ
من كلّ الأزمانْ.
(2)
و..
دخلتُ المطبخَ
لا أعرفُ كيف دخلتُ
وأمسكتُ الدفترَ
لم أغسل كأساً
لم أقرأ خلطةَ كعكٍ
بل آهة امرأةٍ
في الهامشِ
كالهامشِ تُقهرْ
حادثتُ الإبريقَ
سكبتُ الشايَ
شربتُ لكي أنسى
كلَّ أواني الطبخِ
وتاريخَ القهرِ
ولا أتركُ شيئاً
غيرَ معاناتي المزحومة في الدفترْ.
(3)
فيضُ الحبّ تناديني
- أين قميصي؟
أوراقي تتناثرُ
قلبي سفنٌ ضائعةٌ في
البحر بلا بوصلةٍ
وأنا أبحث عن شيءٍ لا أتذكرهُ
- أينَ
قميصي؟
أيامي تتناثر ما بين الغرفةِ
والغرفه
وأنا أهرعُ راكضةً بالإفطارْ
تتطايرُ من بين يديّ الأفكارْ
وتجفّ الأنهارْ
هل يمضي الوقتُ
ويكبرنَ سريعا
قد أقرأ نفسي
أو أتصفّحها في الصمتْ.
(4)
التاسعةُ الآنَ
فهيّا قُومي
أيّتها المُهرةُ
لا وقتَ لديكِ
لغسلِ الضحكةِ
أو
تسريحِ الفرحةِ
أو
أرجوك دعيني أحلمُ
فالحلمُ جميلٌ
أهجرُ أوراقي
أرمي قلمي في الأرضِ
وثانيةً
- الدربُ طويلٌ
- لا بأسَ
جميعُ دروبِ الأرضِ
سيهزمها الحُلمُ
وقلبي بالريح على الكونِ
سيصعدُ
- قُومي
من وهمكِ قومي
- حلَّ الوقتُ
- لماذا ؟
لم يُوقظني أحدٌ
أين حذائي
كتبي
أوراقي
أين حزام الفستانْ؟!
(5)
لو تنكسرُ كلُّ أواني الطبخْ
أو
تتعبُ عينُ الفرنْ
أو
ينضبُ أنبوبُ الغازْ
أو ينقفلُ البابُ
سأضحكُ
يالَلفرحةِ
لن أطبخَ شيئاً
تحتجُّ عيون الصغرى
أين الأكلْ؟
أرمي تعبي
فوق بكاء الكرسيِّ
وأصرخُ:
أين الوقتْ؟
© 2024 - موقع الشعر