نصفُ صلاة - فاديا غيبور

ما الذي يحدث في أقصى الدماءْ؟
أيُّ جرحٍ في وريدي يتلوّى
وأنا أرتدُّ صوتاً صارخاً عُرْضَ الفضاءْ:
زمِّلوني بعذاباتِ الحزانى
بدموعِ الفقراءْ
وارسموا فوق ترابي غيمةً من نرجسٍ
أبتدي فصلَ الغناءْ..
إنني المسكونةُ بالثاراتِ حتى..
آخرِ الجرح ونزفِ الكبرياءْ!
ما الذي يحدثُ في أقصى الدِّماءْ؟
والذي يركضُ في الصدرِ
يرجُّ الدّمَ والعظمَ ويلتَفُّ على النبضِ كأفعى
ثم يغتالُ عصافيرَ الصباحاتِ
 
 
التي رفّتْ على كفِّ الضياءْ
وتوارَتْ بانكسارٍ
قبلما تُزري بها ريحُ الفناءْ
........................
شاحبٌ وجهُ حبيبي...
باردٌ وجهُ الورقْ
ورنيمُ الحبرِ في صمتِ الزّنازينِ
اختنقْ..
ورؤانا أصبحَتْ ظلاً هشيماً
علَّقتْهُ الريحُ في وادي المرايا
فتشظّى.. وتلظى..
واحترَقْ..
شاحبٌ وجهُ حبيبي
باردٌ وجهُ الورقْ
ساخنٌ حلمُ صغيرٍ
يرتدي بردَ الرَّصيفْ
يتشهّى قبلة الأمِّ الأخيرةْ
ولذاذاتِ الرَّغيفْ
 
لوَّحتْ نافذةُ الموتِ لهُ بالأرجوانْ
وتشهّاهُ النّزيفْ
عندما غلَّتْ يديهِ الطلقاتْ
سرقَتْ أحلامَهُ الأصغرَ مِنْ
قبضةِ حلوى
مسحتْ عن ثغرهِ نصفَ صلاةْ
ورمتْها
بين أوراقِ الخريفْ
باردٌ وجهُ الورقْ
شاحبٌ وجهُ حبيبي
وهْوَ يأتي من نهاياتِ الأرقْ
حاملاً أوجاعَ أرضٍ
عُمِّدَتْ بالنارِ عمراً والعرقْ
وينادي:
آهِ.. يا ربَّ السّماءْ
ما الذي يحدثُ في أقصى الدّماءْ؟!
مطرٌ يرمي شراييني بحمّى
وبأشلاءَ على أطرافِها
 
تحبو عيونٌ خاشعةْ
مطرٌ أحمرُ أو أزرقُ أو.. أخضرُ..
لا فرقَ، فإنَّ اللهَ يبكي
في السّماءِ السابعة!!!
© 2024 - موقع الشعر