يارا.. و الرحيل - غازي القصيبي

"أبي! ألا تصحبنا؟ إنني
 
 
أود أن تصحبنا... يا أبي!"
 
 
و انطلقت من فمها آهة
 
 
حطت على الجرح.. و لم تذهب
 
 
و أومضت في عينها دمعة
 
 
مالت على الخد.. و لم تسكب
 
 
و عاتبتني-كبرت دميتي-
 
 
و هي التي من قبل لم تعتب
 
 
"أهكذا تهجرنا يا أبي
 
 
لزحمة الشغل و للمكتب؟"
 
 
* * *
 
 
يا أجمل الحلوات.. يا واحتي
 
 
عبر صحاري الظمأ الملهب
 
 
أبوك مذ أظلم فجر النوى
 
 
يعيش بين الصل و العقرب
 
 
يضحك.. لو تدرين كم ضحكة
 
 
تنبع من قلب الأسى المتعب
 
 
يلعب.. و الأحزان في نفسه
 
 
كحشرجات الموت لم تلعب
 
 
يود-لولا الكبر-لو أنه
 
 
أجهش لما غبت... لا تذهبي!
 
 
* * *
 
 
يا أجمل الحلوات.. يا فرحتي
 
 
يا نشوتي الخضراء.. يا كوكبي
 
 
أبوك في المكتب لما يزل
 
 
يهفو إلى الطيب و الأطيب
 
 
يصنع حلما: خير أحلامه
 
 
أن يسعد الأطفال في الملعب
 
 
من أجل يارا و رفيقاتها
 
 
أولع بالشغل... فلا تغضبي
© 2024 - موقع الشعر