اعمدة النسيان السبعه - غادة السمان

فتحت باب الأمواج
 
و سبحت صوبك
 
و مررت بالمحيطات السبعة لأهوالك
 
المفروشة بجثث عرائس البحر الجميلات
 
اللواتي أحببنك قبلي ...
 
و حين وصلت الى جزيرتك
 
وجدتها سرابية و مكهربة ...
 
و تحول صوتي الى فقاعات ...
 
و جسدك الى أعشاب بحرية قاتمة
 
التفت حولي كقيد ..
 
***
 
فتحت باب التراب
 
و زحفت اليك في سراديب الحمى
 
عبر القارات السبع لبراكينك ...
 
فملأت حنجرتي المشتعلة حبا
 
برماد شهيتك
 
لإذلالي و امتلاكي ...
 
***
 
و باسم " الحب "
 
حاولت أن تحيط عنقي بشريط هاتف
 
و تربطني الى ساق السرير
 
ككلب صغير
 
يقطن الانتظار
 
و يهذ بذيله مرحبا بك باستمرار
 
***
 
و حين فتحت باب الفضاء
 
و هربت الى كوكب حريتي و صدقي
 
رميتني بالغرور
 
و اليوم أحمل غروري وردة صفراء
 
و أغرسها في شعري
 
ليضيء بها طيراني
 
الى أعمدة العبث السبعة
 
***
 
لكنني أعترف بصدق حزين :
 
لقد أحببتك حقا ذات يوم
 
ولولا عكاز الأبجدية لانكسرت أمامك !
 
.....
 
31/12/1985
© 2024 - موقع الشعر