مِن عاشِقٍ صَبٍّ يُسِرُّ الهَوى - عمر بن أبي ربيعة

مِن عاشِقٍ صَبٍّ يُسِرُّ الهَوى
قَد شَفَّهُ الوَجدُ إِلى كُلثُمِ

رَأَتكِ عَيني فَدَعاني الهَوى
إِلَيكِ لِلحَينِ وَلَم أَعلَمِ

قَتَلتِنا يا حَبَّذا أَنتُمُ
في غَيرِ ما جُرمٍ وَلا مَأثَمِ

وَاللَهُ قَد أَنزَلَ في وَحيِهِ
مُبَيِّناً في آيِهِ المُحكَمِ

مَن يَقتُلِ النَفسَ كَذا ظالِماً
وَلَم يُقِدها نَفسَهُ يَظلِمِ

وَلَقَد قَرَأتُ كِتابَها فَفَهِمتُهُ
لَو كانَ غَيرَ كِتابَها لَم أَفهَمِ

عَجَمَت عَلَيهِ بِكَفِّها وَبَنانِها
مِن ماءِ مُقلَتِها بِغَيرِ المُعجَمِ

وَمَشى الرَسولُ بِحاجَةٍ مَكتومَةٍ
لَولا مَلاحَةُ بَعضِها لَم تُكتَمِ

في غَفلَةٍ مِمَّن نُحاذِرُ قَولَهُ
وَسَوادِ لَيلٍ ذي دَواجٍ مُظلِمِ

ديني وَدينُكِ يا كُليثِمُ واحِدٌ
نَرفُض وَقَيتُكِ دينَنا أَو نُسلِمِِ

© 2024 - موقع الشعر