وَدِّع لُبابَةَ قَبـلَ أَن تَتَرَحَّـلا - عمر بن أبي ربيعة

وَدِّع لُبابَةَ قَبلَ أَن تَتَرَحَّلا
وَاِسأَل فَإِنَّ قَليلَهُ أَن تَسأَلا

أُمكُث بَعَمرِكَ لَيلَةً وَتَأَنَّها
فَلَعَلَّ ما بَخِلَت بِهِ أَن يُبذَلا

قالَ اِئتَمِر ما شِئتَ غَيرَ مُنازَعٍ
فيما هَويتَ فَإِنَّنا لَن نَعجَلا

لَسنا نُبالي حينَ تُدرِكَ حاجَةً
ما باتَ أَو ظَلَّ المَطِيُّ مُعَقَّلا

نَجزي بِأَيدٍ كُنتَ تَبذُلُها لَنا
حَقٌّ عَلَينا واجِبٌ أَن نَفعَلا

حَتّى إِذا ما اللَيلُ جَنَّ ظَلامُهُ
وَرَقَبتُ غَفلَةَ كاشِحٍ أَن يَمحُلا

وَاِستَنكَحَ النَومُ الَّذينَ نَخافُهُم
وَرَمى الكَرى بَوّابَهُم فَتَخَبَّلا

خَرَجَت تَأَطَّرُ في الثِيابِ كَأَنَّها
أَيمٌ يَسيبُ عَن كَثيبٍ أَهيَلا

فَجَلا القِناعُ سَحابَةً مَشهورَةً
غَرّاءَ تُعشى الطَرفِ أَن يَتَأَمَّلا

سَلَّمتُ حينَ لَقيتُها فَتَهَلَّلَت
لِتَحيَّتي لَمّا رَأَتني مُقبِلا

فَلَبِثتُ أَرقيها بِما لَو عاقِلٌ
يُرقى بِهِ ما اِسطاعَ أَلّا يَنزِلَ

تَدنو فَتُطمِعُ ثُمَّ تَمنَعُ بَذلَها
نَفسٌ أَبَت بِالجودِ أَن تَتَحَلَّلا

© 2024 - موقع الشعر