بين الرصافة والجسر - علي بن الجهم

عيون المها بين الرصافة والجسر
جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

خليلي ما أحلى الهوى وأمره
أعرفني بالحلو منه وبالمرَّ !

كفى بالهوى شغلاً وبالشيب زاجراً
لو أن الهوى مما ينهنه بالزجر

بما بيننا من حرمة هل علمتما
أرق من الشكوى وأقسى من الهجر ؟

و أفضح من عين المحب لسّره
ولا سيما إن طلقت دمعة تجري

وإن أنست للأشياء لا أنسى قولها
جارتها : ما أولع الحب بالحر

فقالت لها الأخرى : فما لصديقنا
معنى وهل في قتله لك من عذر ؟

صليه لعل الوصل يحييه وأعلمي
بأن أسير الحب في أعظم الأسر

فقالت أذود الناس عنه وقلما
يطيب الهوى إلا لمنهتك الستر

و ايقنتا أن قد سمعت فقالتا
من الطارق المصغي إلينا وما ندري

فقلت فتى إن شئتما كتم الهوى
وإلا فخلاع الأعنة والغدر

© 2024 - موقع الشعر