ان الحوادث - عبيد بن الابرص

إِنَّ الحَوادثَ قد يَجيء بِها الغدُ
والصبحُ والإمساءُ منها موعدُ

والناسُ يَلحونَ الأميرَ إذا غوى
خطبَ الصوابِ ولا يُلامُ المُرشدُ

والمرءُ من ريبِ المنونِ بغرةٍ
وعدا العَداءُ ولا تُودَّعُ مهددُ

أدْمانةٌ تردُ البريرَ بغيلها
تقرو مساربَ أبكةٍ وتردَّدُ

وخلا عليها ما يُفزِّعُ وردَها
إلا الحمامُ دعا بهِ والهدهدُ

فدعا هديلاً ساقُ حُرٍّ ضحوةً
فدنا الهديلُ له يصبُّ ويصعدُ

زَعَمَ الأحبةُ أن رِحلتنا غداً
وبذاكَ خَبّرَنَا الغُدافُ الأسودُ

فاقطعْ لُبانَتَهُمْ بذاتِ بُرايةٍ
أُجدٍ إذا ونتِ الرّكابُ تَزَيَّدُ

وكأنّ اقتادي تضمنَ نسعها
من وحشِ أورالٍ هبيطٌ مفردُ

باتتْ عليهِ ليليةٌ رجبيةٌ
نصباً تسحُّ الماءَ أو هي أسودُ

ينفي بأطرافِ الألاء شفيفها
فغدا وكلُّ خصيلِ عضوٍ يُرعدُ

كالكوكبِ الدِّرّيء يشرقُ متنهُ
خرصاً خميصاً صلبهُ يتأودُ

فِي روضةٍ ثلجَ الربيعُ قرارها
موليةٍ لَم يستطعها الرُّوَّدُ

وبدا لكوكبها صعيدٌ مثل ما
ريحَ العبيرُ على الملابِ الأصفَدُ

وإذا سريتَ سَرَتْ أمُوناً رَسلةً
وإذا تُكلِّفُهَا الهواجرَ تُصخِدُ

وإلى شراحيلَ الهُمامِ بنصرهِ
نصرَ الأشاء سريُّهُ مُسترغدُ

من سيبهُ سحَّ الفراتِ وحملهُ
يزنُ الجبالَ ونيلهُ لا ينفدُ

تمت الإضافة بواسطة:سالم الفروان
© 2024 - موقع الشعر