الغول - عبدالستار العبروقي

الغول
من أين جاء الغول يا أبي؟
هل هو كالوحوش و الذئاب ؟
يأتي من الأدغال
أم مارد شرّير
من عالم الأموات؟
 
الغول يا بنيّتي نبات
مبعثر الأحشاء
جذوره السوداء كالعتاب
مندسّة بين الزوايا الدامسة
تحترش العذاب
 
أغصانه المعثكله
كثيرة الفروع و الأشواك
تدفعها الرياح للعرى
للبرد و الضياع
على الرصيف زاحفه
أوراقها دموع
عبر الفصول نازفه
يجرفها الرثاء
 
لمْ أفهمْ يا أبي
 
الغول يا بنيّتي أشجار
ثمارها طيور
تنام بالنهار كالأشباح
و عندما يستسلم العناء للكرى
و الدفْء و الأحلام
تستيقظ من نومها غاضبة
تستنفر الجراح
 
تنقظّ كالإعصار
على هدوء الغاب
تمتصّ من مسامنا الدماءّ
و الحبّ والأفراح
 
أخفتني يا أبتي
بهذه الأوصاف
هل هو كالشيطان ؟
 
لقد صدقت ياابنتي
الغول كالشيطان
يأتي من الإنسان
هو الذي أنبته
رعاه
حتّى غدا ثعبان
عبد الستار العبر وقي 1991
من ديوان "براعم الشوق"
© 2024 - موقع الشعر