السؤال - عبد الرحمن محمد الرفيع

إني دعوتُك من رقادك أن تقومْ
طال الكرى إن كُنْتَ من أهل الحلومْ

هم ينشئون لك الحياة جميعها
ما يصلح الأرواح منها والجسوم

ماذا ستفعل بالزمان إذا قسا
وطغى على نفح الشذى لفح السموم

رغد المعيشة لست أنت صنعته
وزرعته.. بل ساقه القدر الغشوم

فإذا تغيرت الرياح وإنها
بالأمس كادت.. غير نفسك لا تلوم

هبني فؤادك واستمع لي واعيًا
ما دمت نفطيًا.. فعزك لا يدوم

****
مستهلكون ومسرفون وليِّنون

لا همَّ لي ولكم سوى حشو البطون!
هم يبدعون لنا جميع حياتنا

ونسير نحن كما يريد المبدعون
هذا الطريق إلى الضياع مصيره

فمتى يسير إلى النجاة الضائعون
هل نقرأ التاريخ أو نصغي فكم

ولكم تحدث واضحًا عبر القرون
بالنفط صرنا كائنًا لكنما

مأساتنا أنا نكون ولا نكون
لا يخدعنك ما تراه شامخًا

فأساسه الواهي جنون في جنون
****

آباؤنا.. عاشوا زمانًا كادحًا
طحنتهم أنيابه طحن الرحا

لكنهم صبروا على أيامهم
عاشوا لياليها الشحيحة والضحى

البحر كان طعامهم وشرابهم
بل لا يزال البحر فيضًا مانحا

إني لأسأل: هل سيُنبِت نفطنا
كرعيلِ عهد الغوص نبتًا صالحا

هل سوف يخرج منه جيل رائد
يبني على الأمواج مجدًا سابحا

هذا السؤال هو الأهم ولا أرى
في الأفق، عن قرب، جوابًا ناجحا

© 2024 - موقع الشعر