إمبراطور الشعراء - عايض القرني

حسبك الله لم تزل تتحدا
ما رهبت المنون أو هبت جندا

أنت كالدهر والقوافي ليال
تبتني بالقريض في الناس مجدا

أرجفوا : مات! قلت لا أموت قالوا:
قد مضي، قلت بل زماني تبدا

نبشوا فيك عبقرياً أديباً
حركوا فيك مارداً بل ألدا

اشعلوا منك في الدياجي نجوما
أحرقوا فيك غيظهم فاستبدا

كلهم قاتل وكل الضحايا
أنت يا مالئ الفافي جدا

أنعلوا خيلك الأفاعي فهابت
كل أفعى ذاقت من السم وردا

اصلتوا في عيونك الموت سيفا
أغمدوا في حشاك رمحاً معدا

كيف أفلت والصحاري زؤام
والمنايا خرس وقد جئت فردا

أي ليل ركبت؟ أين الأعادي
فتهم يا عظيم معني وبعدا

أنت في الشام أم وصلت عماناً
أم وردت العراق أم زرت نجدا

عند من أنزلوك عند ابن موسى
أم سعيد وابن العميد المفدى؟

عند كافور اصبح العبد حرا
أم علي ذا الحر أصبح عبدا

أم تريد الحياة أم أنت صب
يعشق الحسن كاتماً ما تبدى

هل رأيت القرود حولك أسدا؟
أم تخليت طلعة الليث قردا؟

وعلي من تلقي القريض شجياً
وإلي من تهدي من الشعر وردا؟

أنت يا ملبس السلاطين عزا
أنت يا كاسي الصعاليك بردا

أنت يا مشعل الزمان أرحنا
قال دعني أذكيه برقا ورعدا!

عشت بالعز مؤمنا لا يداجي
ومن الذل كافراً مرتدا!

بصر العمي اسمع الصم شعرا
علم الضاد تركماناً وكردا

بك ينوي الممات أن يتعشى قال:
كلا أنا به أتغدي!

تلبس الثور مطرفاً وهو اعمي
كى تراه اصمى وأطغي وأردا!

تحرق النذل بالقريض فيبقي
خائباً خاسراً حقيراً مردا

لم تبال ركبت أدهم ضاف
أو قطعت الصحراء سعياً

أو لقيت الخطوب في ثوب هول
أو حضنت الأيام عزاً وسعدا

أو ملت القلوب فيك ابتهاجاً
أو نقشت الصدور غلاً وحقدا

اترجي وصال أهيف غر قال:
كلا طلقت سلمى ودعدا

كل شبر مصائب تتلظى
كسيوف بواتر بل أحداً

تطلب الثأر في حنايا عظيم
قد اعناقها بجنبية قدا

أنت يا بن الحسين اكبر لغز
في بلاط الملوك تروى وتهدي

كيف أنهي الخطاب فيك وأجلو
عن معانيك؟ قال لي : كيف تبدا؟

© 2024 - موقع الشعر