" إمبراطور السكارى " - احمد الكندي

" إمبراطور السكارى "
 
 
نبتت من الغلاء والود
مغلفة بالعفة وردة حمراء
وترعرع سناؤها
والأرض خصبة
مروية بالوصل والهناء
وتفتحت أوراقها وتلونت
بألوان المحبة والصفاء
 
 
 
وظلت تنمو بعيني
فتاة كريمة وابنة الكرماء
حتى صارت شقيقة الفؤاد
بل شمس الحياة والهواء
 
.
.
.
 
 
واليوم أراها ذبلت
وكأنها زرعت في جوف صحراء
ولا أعلم لمَ قتلت ؟؟
أهي حماقتي أم أنتِ الحمقاء
وبكيت عليها حزنا
وشددت شعري من شدة البكاء
 
.
.
.
.
 
 
ثم عدت وكفكفت دمعي
وحبست بصدري
صدى النواح والعواء
أتعلمين لماذا ؟؟
لأنها كانت رغبتكِ
سامح الله البخلاء
 
 
.
.
.
 
ما غركِ بقلب مخلص
أحبكِ وتعود منكِ على العطاء
ولم يخنكِ يوماً
وظل يعشقكِ كل صباح ومساء
لله عجبي يا قرة العين
ما سبب كل هذا التنكر والجفاء
لمَ تقسين وقد عرفتكِ
نبيلة فأين منكِ طبع النبلاء
.
.
.
 
لمَ سكبتِ ماء الفراق ..
لمَ أطفأتِ الشموع والأضواء
لله كم هي مرة دونكِ أيامي ..
بل عتمة ظلماء
 
.
.
.
 
 
 
لما أفقتِ علي
وقد كنت بهواكِ
 
إمبراطور السكارى
 
ارشف من زجاجاتكِ كؤوساً
تزيد العقل والحكمة للعقلاء
 
 
لما أبدلتِ حريتي بأغلال
الرقيق في سجون البؤساء
لما قتلتِ فؤاداً كان صرحاً
لأهل العشق شامخ البناء
 
 
 
لمَ ولمَ ...............
 
 
ولكن لن أطيل عليكِ
ولن أذرف دموعي العصماء
 
 
 
.
.
.
 
 
 
وها أنا ذا اليوم أعيد
وردتكِ إليكِ
و بها دمعة بتراء
 
قطعت بوسط بكائها
ولا أعلم
هل هي سوداء أم بيضاء
 
هل هي تبكي حزينة تنوح ..
أم تبكي فرحة وخيلاء
 
 
.
.
.
 
 
عفا الله عنكِ
اغفري لي زلتي
وأنسي هذا الهراء
وما أصابني منكِ لن أعجز
أن أجد له دونكِ دواء
.
.
.
 
خذي وردتكِ وبها مشاعر ذبلت
فلن يفيدني عليها البكاء
وما يجلب الجرح أن ضل لصاحبه
إلا الآلام وأصناف البلاء
 
 
.
.
.
 
 
خذي وردتكِ وارحلي
ففاقد الشيء لا يملك العطاء
 
 
 
واكتبي ذكرياتي
بصفحة تاريخكِ
على سطور الدعاء
 
وسأكتبها أنا
على جدران تاريخي
معول هدم لكل بناء
 
سأعزفها بأوتار الحزن
قصيدة يشمئز
ويترفع منها الهجاء
 
سأكتبها معلقة
مابين أضلعي
في أشعار النوح والرثاء
وأجعل من أبياتها قوساً
تنبري من دونه الشعراء
 
.
.
.
 
سأخلدها كرمل الصحاري
وما خلوده ...؟
 
تذره الرياح والهواء
 
وأن أتعبتني ..!!
 
سأتركها لأيام الزمان
حتى ينجلي هذا البلاء
\
\
\
 
نثر احمد بن هادي الكندي
© 2024 - موقع الشعر