معلومات عامة
تمت الإضافة
الدولة
مصر
الموسوعة إضغط هنا
المعلومات المتوفرة عن الشاعره

جليلة رضا
ولدت جليلة رضا الشاعرة في الإسكندرية في مصر سنة1917. وتعلمت في مدرسة فرنسية بالقاهرة وبدأت تنظيم الأهازيج الشعبية والأزجال والأغاني، ثم ما لبثت أن اتجهت نحو الشعر العربي، فقراته وحفظت منه ما مكنها من نظمه، وانطلاقه على لسانها. أعجبت بالشاعر إبراهيم ناجي والتقت به، وأفادت من رعايته وتشجيعه، حتى فازت بجائزة الدولة التشجيعية وأصبحت عضواً في لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للفنون والآداب والمجلس القومي..
يتميز شعرها بالأصالة من حيث العرض والقافية ووحدة البيت أي يلتزم بشروط القصيدة العربية.
صدرت لها سنة 1981 رواية بعنوان(تحت شجرة الجميز) أما دواوينها الشعرية فقد صدر لها ما لا يقل عن سبعة دواوين وصلنا من ذكرها:
اللحن الباكي.
الأجنحة البيضاء
أنا والليل
العودة إلى الكلمة
تقول في قصيدة لها بعنوان المقعد الخالي:
يا لهذا المقعد الخالي وكم يبدو حزينا
إنه ما زال للأمس وفياً وأميناً
لم يزل يهفو إلى من كان يسترخي عليه
للذي عشرين عاما عاشها بين يديه
إنه يطوي لمن غاب اشتياقاً وحنيناً..!
ذلك المقعد يبدو ساهماً، جهماً، ملولا
مذ نأيناه بعيداً، صار منبوذا ذليلاً
غير أن المقعد المحزون يستهوي شجوني
فأنا غيه على همس ولمس وأنين
ويناجيني طويلاً.. وطويلاً

مهبط الوحي! ويا هوة شمس المغرب
إيه يا عرش ملكي وساد المتعب
كنت حصنا قد تحرك فيك إعصار الظلام
كنت مأوى عقله الحر، وسجن المذنب..

كم هنا استنجد يوماً بجناحيك وحلق
ورأى الظلمة نوراً، وأرى المغرب مشرق
مستحماً في أثير من شذى الأوهام بكر
راكباً صهوة خيل، عابراً أقواس نصر
ثم أخفى في حناياك فؤاداً يتمزق

ذلك الجسم الذي كان هنا أين توارى ؟
أين ولى تلاشى تاركاً كوناً ودارا ؟
يا لسخرية عيشي، يا تفاهات وجودي
أو يحيى الفرد منا مضغة في حلق دود
والجماد الصلب باق.. يتحدانا جهارا..!

ذلك الجسم الذي كان هنا فوق الحشايا
لم تزل منه على الظهر وللذكرى بقايا
فجوات وندوب في حنايا المسند
أيها الأحياء مهلاً فجراح المقعد
إنها منكم ومني....فهي آثار الضحايا
مخزن الذكرى ويا من شارك الراحل زاده
كان في حضنك قلبًا نابضًا يهوى بلاده
كان في حضنك شيخًا فيلسوفًا وحكيما
كان في حضنك ضيفًا قلق الروح سقيما
ثم ولى عنك يومًا ... مؤثرًا حضن سواده!
ومن قصيدة الشاعر والفكرة تقول جليلة:
تركتك تعبرين البحر نحو الضفة الأخرى
ترى أعرفت سر الغاب، سر النجمة الحيرى؟
ترى أضممت –سيدتي- ضياء قبل الوردة؟
وهل حملت أعماقًا وظلاً يونس العودة؟
وهل هبط الجناح على الجبال عوالمي الكبرى..؟
ترى أشربت من نبع رحيب الصدر مغراق؟
وهل أوغلت سادرة وراء الغيهب المبهم؟
وعريت الهوى المستور تحت جوانح البرعم
تعالي، إنني يقظى معي قلمي وأوراقي!
تعالي وامنحيني الوحي في صدق وحرية
تعالي وارسمي للعقل لوحة فنه الحية
سأبدأ رحلة الكلمات والتصوير والمعنى
سأسبح في بحار التيه، أغزو الكيف والأينا
سأدخل معملي السحري حيث أشيد أغنيه
ومن قصيدة لها بعنوان حين أراك تقول جليلة:
أنا حين أراك أحس الأشياء السهلة
أمنح كل عذابات حياتي.. مُهلة
أكسر مرآتي.. رجع طفلة
أهجر عاداتي.. أعتزل اليأس
أغلق أبواب مغاراتي الجبلية
أفز من فوق النافذة الخلفية
لأسير أمام الشمس..
أرتكز .. عليك
أنا حين أراك أجوب بساتيني اللغوية
أستخدم كل الأنوال
لأحوك فساتيني اللفظية..
في حجم الأفعال
ولكي تبدو ناصعة، ملساء، نقية..
أتحاشى الخدش، أتلافى اللمس..
وأزركش كل زواياها بخيوط الهمس..
كي تبهر.. عينيك
أنا حين أراك أصد رياح الرغبات
أنطلق بعيدًا.. أتحرر من جو الغابات
أبعد أقدامي عن أقذار الشارع
أكتشف خطورة معنى العمر الضائع
أغلق قلبي كالرمس
حتى لا تختلط عليه الأصوات
أنفض عبئي، أفرد ظهري، أفرغ فوق الدرب الكأس
كي أصل إليك..
وتقول الشاعرة المبدعة جليلة رضا من قصيدة لها بعنوان لقاء في الطريق:
أي المشاعر في الدماء تدفقت = حين التقينا بعد هجر مؤلم
وأبى السلام أبيته من قبل أن = يدنو يمر علي غير مُسلم
وكذا تشابه في الخصام شعورنا = كأمس في وصل وحب مفعم
أعطيته ظهري وكم ملك الذي = في الصدر من قلب توهج بالدم
ووقفت صامتة أحرك في يدي = مفتاح بيتي أو أساور معصمي
وخشيت أن أرنو إليه وطالما = أغرت عيني في سماه المظلم
ورجعت حتى لو تلمس إصبعي = لهويت فوق الأرض كالمتحطم
كم أمنيات عربدت في خاطري = لو أنني حققتها لم أسلم
فلو استطعت علي الخدود صفعته = ثم انثنيت بقبلتين على الفم
ولو استطعت سخرت منه, شتمته = وركعت فوق خطاه كالمتندم
يا أنت لا تغتر لست ملومة = أهواك حب الأم لابن مجرم

© 2024 - موقع الشعر