اختار الله تعالى من بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم صفوة منهم يُجيدون الشعر ويوظفونه في الذود عن الله ورسوله والإسلام! وكان من الذؤابة في هذه الصفوة بلا منازع حسان بن ثابت الأنصاري! نعم كان في الذؤابة ديناً وشعراً وحسباً ونسباً! فأما عن نسبه: هو أبو الوليد حسان بن ثابت من قبيلة الخزرج ، التي هاجرتْ من اليمن إلى الحجاز ، وأقامتْ في المدينة مع الأوس. ولد في المدينة قبل مولد الرسول - صلى الله عليه وسلم - بنحو ثماني سنين ، فعاش في الجاهلية ستين سنة ، وفي الإسلام ستين سنة أخرى ، وشب في بيت وجاهة وشرف ، منصرفًاً إلى اللهو والغزل ، فأبوه ثابت بن المنذر بن حرام الخزرجي ، من سادة قومه وأشرافهم ، وأمه الفريعة خزرجية مثل أبيه وحسان بن ثابت ليس خزرجيًّا فحسب ؛ بل هو أيضًا من بني النجار أخوال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فله به صِلة وقرابة. وأما عن حياته قبل الإسلام ، فكانت المدينة في الجاهلية ميدانًا للنزاع بين الأوس والخزرج ، تكثُرُ فيها الخصوماتُ والحروب ، وكان قيسُ بن الخطيم شاعرَ الأوس ، وحسان بن ثابت شاعرَ الخزرج

© 2024 - موقع الشعر