(لقد فجعتُ قبل أيام بخبر موت أخ عزيز وصديق حبيب مُقرب إلى قلبي ، لم يكن يدور بمخيلتي لحظة أن يؤثر في فقده بهذه الصورة ، ولقد استغرقتُ وقتاً ليس بالقصير لأستوعب أنه قد سبقنا إلى الموت ، فداراه الحِمامُ عني إلى يوم يبعثون! ما تبعتُ جنازته ، ولا حضرت غسله ولا تكفينه ولا الصلاة عليه! وتعلقت عيني - كما استرجع قلبي - بذكرياته الجميلة ، وهو الحارث الهمام الذي كان يملأ الدنيا حركة ونشاطاً وحديثاً ونقاشاً وأثراً وبسمات وضحكات ومزاحات. إذا به يصمتُ إلى الأبد! إنه الصديق الغائب الشاهد محسن مأمون رسلان! كم تسامرنا! وكم تجاذبنا أطراف الحديث! وكم اتفقنا! وكم اختلفنا!)

© 2024 - موقع الشعر