(كان أخوها الأكبر بمثابة الأب الثاني الذي سخره الله لنهلة ، ليُغنيَها من فضله تعالى عن سؤال الناس ، وليُعينها على أمر دينها ودنياها. فردت عليه أمر دينها ، وقبلتْ منه أمر الدنيا ، حيث أعانها الله تعالى وكسر عليها فقرها طالبة وموظفة وزوجة بفضل الله أولاً وآخراً ، ثم ببقية مال كان هذا الأخ الأكبر يُرسله لوالده الذي كانت نهلة تُربى في داره! وظل الأخ الأكبر يقوم بدوره في خدمة عائلته بكل ما استطاع. وينصحُ للكل بما فيهم نهلة. ولكنها لا تستجيب. فلم يعبأ بذلك ، وظل مؤشر العلاقة ينزوي ويضمحل ، حتى وصل لأدنى درجة وهي التزاور في المناسبات والاتصال للضرورة القصوى. ورزقها الله تعالى من حيث تحتسب ومن حيث لا تحتسب! ولكنها كانت كلما ازدادت غنىً ازدادتْ حِرصاً وشُحاً وبُخلاً! فبخلتْ بمالها عن أخيها! والجدير بالذكر أنه كانت لها عند أخيها مُداينة مِقدارها أربعة وخمسون ألف دينار! وقام بسدادها إلا سبعة آلاف دينار! والرجل لم ينكر ذلك المبلغ ولم يأكله ، وإنما اعتذر عن عدم القدرة على السداد ، وطلب النظرة إلى مَيسرة ليس إلا! فكان رد النذلة التي هي إلى عبادة المال أقرب منها إلى عبادة الله: (حسبي الله ونعم الوكيل

© 2024 - موقع الشعر