وتبقى الحقيقة كما هي! (لقد أصبح الدِين اليوم كلأ مباحاً لكل من هبّ ودبّ. ودعوى الناس أن الإسلام ليس حِكراً على أحدٍ وليس به كهنوت ولا يعرف طبقة رجال الدين ، أقول: إن هذا القول صحيح ، ولكنه في غير موضعه. وبمعنى آخر هو كلمة حق أريد بها باطل! نعم الإسلام لا يعرف الكهنوت ولا رجال الدين ولكن يعرف علماء الدين المتخصصين! ومن هنا فإنه لا يكون حِكراً على أحدٍ بشرط العلم والتخصص. * إن لكل عِلم أهله ، ولكل فن رجاله. فكما أنه لا يجوز للطبيب أن يدرّس ولا يجوز للمدرس أن يُطبّب ، بل يلتزم كل إنسان تخصصه! بل ليس لكائن مَن كان من أهل الطب مثلاً أن يتجاوز تخصصه في فرع من فروع الطب إلى آخر! فطبيبُ العيون لا يعالجُ القلب! كما أن معلم اللغة الإنجليزية لا يعلم الكيمياء أو الفيزياء! وهذا شئٌ دَرَجنا عليه وألِفناه! وإذن فالمسألة مسألة تخصص. فلماذا إذن عندما جاءت للدين اختلفت؟! وأصبح الدينُ هو الذي لا يتخصص فيه أحد؟ يقول الله تعالى: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) ، ويقول: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) ، ويقول: (ولو ردّوه إلى الرسول وإلى أ

© 2024 - موقع الشعر