النفس في شعر أحمد علي سليمان! (إن هذا الشعار (ابدأ بنفسك!) شعارٌ عظيم النفع. يُضمنه كتاب الله تعالى: (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب)؟ وجميلٌ جداً من الداعي أن يتأسى بما يقول ويعمل به ، ويلزم نفسه الوقوف على ما يدعو إليه الآخرين. إنه إن فعل ذلك يكون قد دعا إلى ما يدعو الآخرين مرتين: الأولى بالقول ، والثانية بالعمل. والنفس بها البدءُ وإليها ينتهي الختام. (إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي) (إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس). وإذن فالنفس ما لم يتعهدها كل عاقل حصيف أوبقته ، وأوقعته في شر الأعمال والأقوال. (ونفس وما سواها ، فألهمها فجورها وتقواها). ومَن أخذ بأسباب هُدى النفس اهتدت نفسه. ومن أخذ بأسباب تدسيتها تدسّت وخابت وخسرت. ولقد أسرفتُ على نفسي كثيراَ بانتقاد الآخرين عقيدة وسلوكاً. إلى أن أصبح ذلك ديدني ليل نهار! فأصبحتْ نفسي خاوية لانشغالها بالناس. فرأيتُ أن أكتب قصيدة أهديها لنفسي ، أعظها فيها وكأني أقول لها: (طوبى لمن شغله عيبُه عن عيوب الناس)

© 2024 - موقع الشعر