ديوان: غادة اليمن! (أعجبني في رضوى تلك الغادة اليمنية إحساسها بالمسؤولية وهي لا تزال طفيلة! وهذه الفتاة لم تتجاوز السنوات العشر ، وقد أحضرتْ أنبوب غاز صغيرة وموقداً وبراداً أو غلاية شاي ودلة تحضر فيها الشاي وتصبه بعد ذلك في الأكواب لمن يشتري. وكان من نصيبي أن أسألها مجموعة من الأسئلة التي كان من بينها: لم لا يقوم أبوك بهذا الدور بدلاً من سعيك بين العامة والدهماء؟ فكانت الدموع هي الجواب! فأشفقتُ عليها ، وأخذتْني الرقة ورحتُ أبدي إعجابي بورشة العمل المتواضعة النظيفة التي اعتادت أن تعد الشاي والفطير فيها. وأخذتُ أعاود أسئلتي ، فعلمتُ أنها تلميذة من أسرة في غاية الفقر ، فلها خمس أخوات وأربعة إخوة مات أبوهم الذي كان يعمل سائقاً لسيارة أجرة في حادث فظيع أودى بحياته وبسيارته. وكان من قدر (رضوى) أن تدرس وتعمل في آن واحد ، لتكفي حاجات هذه الأسرة المنكوبة الحزينة. وصبّرْتها بقولي: لا بأس يا بُنية فلقد عاش نبينا – صلى الله عليه وسلم – يتيماً ، فكان أسعد يتيم سعدتْ به الدنيا والخلائق أجمعين! فلا تحزني يا بُنية!)

© 2024 - موقع الشعر