ديوان: ماسحة الأحذية: (فرضت هذه المؤمنة الموحدة على قلمي أن أكتب ديواناً شعرياً يحمل محك التقائي بها بقطع النظر عن اسمها! تزوجت هذه الشابة من ماسح أحذية. وكان من قدر الله أن رزقتْ منه بابنتين وولد ، ثم توفاه الله تاركاً الكل في أمسّ الحاجة إليه. ولمّا عدمتِ المرأةُ القلوبَ الرحيمة في مجتمع لا يعطف على اليتيم ، بل يقهره ، ولا يحض على طعام المسكين ، بل يحرمه ، قررتْ أن تأخذ صندوق مسح الأحذية وتجلس به عند باب المسجد تمسح به أحذية الناس وتستدرّ عطفهم وتستجدي حنانهم. فرقّ لها ولحالها قلبُ شاعر قد ذهب إلى المسجد ليس إلا للصلاة. وراح يعطف عليها العطف الذي بينه وبين ربه. وجعل عنوان ديوانه يحمل مِهنتها. أخرج البخاري في "صحيحه" ، ومسلم في "صحيحه" ، من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، أَوِ القَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ). ومن هنا جعلت قصائد الديوان باقة من الشعر الاجتماعي القيمي الرحيم!)

© 2024 - موقع الشعر