منتقبات في حلقة التحفيظ! - أحمد علي سليمان

حَلقاتٌ شَعّتْ إشراقا
وضِياءٌ سادَ الآفاقا

والذكرُ حَباها أنواراً
وجمالاً غضّاً دَفاقا

رَتّلن الآيَ بترجيع
يُبْكي – بصداه - الآماقا

ولحِقن بحلقة تفسير
معهن حملن الأوراقا

وحَسِبْن الأمرَ مُدارسة
ما فيها هزلٌ إطلاقا

وبذلن كثيراً عن رغب
ولذا استعذبْن الإنفاقا

وتجَلتْ بركاتُ اللقيا
وكرهن بُعاداً وفِراقا

وغدَون قرائيناً تمشي
إذ بات الذكرُ الأخلاقا

وخصَصْن الذكرَ بتطبيق
كالشمس تُشِع الإشراقا

حلقاتُ الذكر لقد نجحتْ
إذ صارَ النُجْحُ استحقاقا

والفوزُ بدَتْ إرهاصَتُهُ
وغدا يَجتذبُ الأعناقا

أخواتي فزتُن ، وربي
ظني أسْطرُهُ إشفاقا

وعلى ربي لستُ أزكّي
أحداً ، بل أطري الخلاقا

فلكُن تحياتُ فؤادي
حَملتْ - من قلبي - الأشواقا

توقاً للقيا في المَأوى
وأمَنّي نفسي توّاقا

دُمْتُن بخير وأمان
وعسى – في الجنة – نتلاقى

مناسبة القصيدة

(لقد كانت جلستُهن في حلقات التحفيظ والتفسير عظيمة وقورة حشيمة! وما أحلى حلقاتِ العلم القرآنية ، عندما لا يكون هدفها مجرد استظهار الآيات ، ولكن إلى جوار استظهارها ، يكون هناك معرفة لشرح وتفسير هذه الآيات والعمل بهن أولاً! ولا شك أن هذا يُذكّرنا بمنهج الصحابة في تلقي القرآن ، حيث كانوا لا يتجاوزون الآيات الأربع حتى يعلموها ويفقهوها ويعملوا بها ، ثم يشرعون في تلقي الجديد من القرآن بذات الطريقة ونفس المنوال وعين المنهج! ولا ننسى ثناء النبي – صلى الله عليه وسلم – على حلقات الذكر الميمونة المباركة ، التي تحضرها الملائكة وتدعو لأصحابها! إن حفظ القرآن لميزة عظيمة ونعمة كريمة! عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم "خيركم من تعلم القرآن وعلمه". رواه البخاري وغيره! وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال: "أيغدو أحدكم كل يوم إلى بطحان العقيق ، فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطيعة رحم ، فقلنا: يا رسول الله ، نحب ذلك! قال: أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين ، وثلاث خير له من ثلاث ، وأربع خير له من أربع ، ومن أعدادهن من الإبل". رواه مسلم وغيره. وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران". رواه البخاري ومسلم. وعن البراء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "حسّنوا القرآن بأصواتكم ، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حُسناً". رواه البخاري ومسلم. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقر علي القرآن! فقلتُ: يا رسول الله أقرأ عليك ، وعليك أنزل؟ قال: إني أشتهي أن أسمعه من غيري!)
© 2024 - موقع الشعر