رويدك يا فتاة الإسلام - أحمد علي سليمان

صدقيني ، هذا السرابُ سيفنى
وأراكِ بالشرع أنقى وأغنى

عِبرةٌ هذي ، ليس يَخفي صَداها
ودليلٌ على النهاية أسنى

والقلوبُ تشتاق للخير طبعاً
لكنِ الصرعى قد أساؤوا الظنا

لم يزلْ أهلُ السوء في كل وادٍ
يجعلون لكل فسق شأنا

ينفخون التضليل في كل فن
وغدا تنكيسُ المعايير فنا

رفعوا شأن التافهين ، فسادُوا
وأقاموا لكل نذل وزنا

صرفوا الناس عن بلوغ المعالي
وأرادوا الدنيا - لمن عاش - سجنا

أوهموهم أن السفول حياةٌ
والحياةُ بالهزل والعهر أهنا

فأحالوا طُهر المعيشة رجساً
وأضافوا للحال وهْنا فوهْنا

أقنعوهم أن الزُّناة نجومٌ
هكذا قولاً ، بلْ ولفظاً ومعنى

والبيوت لِما يبثون هشتْ
وحلتْ لمَن عاش فيها السكنى

والبناياتُ بالمواخير عجّتْ
والخمورُ تختال في كل مبنى

والجواري ينشدن مالاً ومأوى
وطعاماً يسُد جوعاً وأمنا

قد أمِنّ الجَلادَ يكوي ظهوراً
وأمِنّ رجماً يُديلُ المِجَنّا

وأمِنَ الكفوفَ تشوي وجوهاً
إن مولى الأخلاق أمسى الجُبنا

ولذا بعْنَ الحُسن والعِرض بخساً
والكرامُ قد أمطروهنّ لعنا

ولهن سُوقٌ بكل النواحي
وفحولٌ يستعذبون الظعنا

والبغايا يَعرضْن زيْناً وشعراً
والكلابُ تهوى الخنا والزينا

يا فتاةَ الإسلام هذي البلايا
في الديار تُهدي المغاوير حزنا

ألهذا الحدّ المَقيت وصلنا
صارحيني يا أختُ هل نحن هُنا؟

فرُويداً إمّا أردتِ جواباً
واهدئي نفساً ، ثم قَري عينا

واسألي التاريخ الذي لا يُحابي
والفؤاد استفتيه ، ثم الذِّهنا

واعملي بالإسلام حتى تفوزي
ثم صوني القرآن في القلب صونا

تدخلين الجناتِ خيرَ مآب
وتفوزين أختنا بالحُسنى

قد نصحتُ ، واللهُ يعلمُ قصدي
وأرى النُّصح مِن فؤادي دَيْنا

لا أمُنّ يوماً عليكِ ، لأني
مسلمُ النفس ، لا أحبُّ المَنا

© 2024 - موقع الشعر