أغلال العاصفة! - أحمد علي سليمان

اِهبِطُ إلى قَعر الطنَسْ
واهزلْ ، وأنت المُنتَكِسْ

ما دُمتَ ترضى بالخنا
في التيه – يوماً – تَرتَكِس

اسمع كلامي ، وادّكِر
هل عاقل يأبى القُدُس؟

حتى متى تحيا على
أناتٍ عُمر مبتئس؟

كيف استكانت همَّةُ
بالأمس كانت كالقَبَس؟

تُعطِى الورى مِن نُورها
واليوم باتت في الدَّلَس

زلَّتْ بها أحوالها
في عالم يهوَى الدَّلَس

يا نفسُ قد طمَّ الجَوَى
والفجرُ لمَّا ينبجِس

والنورُ ولَّى ، والمُنى
والحق – جبرًا – يَنطَلِسْ

والقومُ لمَّا يُدْركوا
مستقبلاً لم يَندَرِس

والجِيلُ جاثٍ في الشَّقَا
طالت لياليه العُمُس

والشَّهمُ أضناه العَنا
بالناس لمَّا يَأتَنِس

والخيرُ يبقى للورى
والشرُ مدحورُ تَعِس

لا تنحدرْ نحو الأذى
وامشِ الهُوينى ، واحترس

فالأرضُ غشَّاها اللظى
والجو أراده الخَرَس

والفَذُّ أعياه الكَرى
والقومُ في ظل الدَنس

والحُر مطعونُ الخُطا
والسهمُ – في القلب - انغرس

والريحُ هبَّتْ تجتني
روحَ الكئيب المُنتَحِس

سادت بداري غابة
والخيرُ في الأسر احتَبَس

والمرءُ فيها مُكرهٌ
لمَّا يَعُدْ بالناس حِس

والشرُّ فيها ظاهرٌ
والخوفُ في الألباب دُس

وتخبَّطَتْ دنيا الورى
مِن كل قاصمةٍ ومَس

سَلمْ إلهي حَالنا
أودى بنا هذا الطَّنَس

© 2024 - موقع الشعر