أغرقت جفني الدموع - معارضة للعباس بن الأحنف - أحمد علي سليمان

(مَنْ ذَا يُعِيرُكَ عينَهُ تَحْيَا بَها)
أرأيتَ عينًا للحياةِ تُعَارُ)

وإذا أُعِيرَتْ هَلْ تَرَى مِثْل الذي
كانتْ تَرى الأولى ، ولا تَحْتَارَّ؟

يا ليتَ شِعري ، كَيْفَ هذي العينُ با
تتْ تشتكي؟ صَعْبٌ عَلَيْهَا الثَّار

قَدَرُ المَليكِ ، وأيُّ شيءٍ بَعْدَهُ
كيفَ القَضَاءُ يَرُدُّه الإصْرَار؟

لو كُنْتُ أَدْرِي ، كَيْفَ أبتلعُ البُكَا
أو كيفَ هزتْني بهِ الأَشْعَار

مَا زغْتُ يومًا عنْ قَبُول مُصِيبتي
ولمَا تغشَّتْني بِهَا الأَخْطَار

إنِّي احْتَسَبْتُ دماءَها وجِراحَها
عندَ الرحيمِ ، وإنَّهَا أَقْدَار

يَا سَائِلي عمن يُعِيرُ حَبيبةِ
العينُ قابضُها هُوَ الجَبَّار

لوْ شَاءَ ربُّكَ أنْ تعودَ ، فأمرُهُ
كُوني ، تَعَالَى ربُّنَا القَهَّار

أنا لَسْتُ أَبْحَثُ لحظةً عمَّن يُعي
ر حبيبةً ، والأمرُ فيهِ يَسَار

فِيمَ التَّأرجُحُ بينَ آراءِ الوَرَى؟
لا ، لنْ تُفيدَكَ هذهِ الأَفْكَار

فَادعُ المَلِيكَ ، ولا تكُنْ مُتَخَرِّصًا
إنَّ التَّخَرُّصَ فِي الأُمورِ دَمَار

يَا صَاحِ ، أَوقَاتُ الدُّعَاءِ كثيرة
فاحْرصْ ، وحسبك هَذِه الأَسْحَار

© 2024 - موقع الشعر