فصيح(عازفُ الأمل) - أحمد بن محمد حنّان

شغَبُ العيونِ ونظرةُ الخجَلِ
وتحيَّةٌ جاءتْ على عجَلِ

وكأنَّها لمْعُ السيوفِ إذا
ومَضَتْ ضحًى في موضِعٍ جلَلِ

مِنْ ظَبيةٍ جفَلَتْ بِبِلسَمِها
وكذا ظباءُ البيدِ في الغزَلِ

تمشي الهوينا في مراتِعِها
وقتيلُها مِنْ كلِّ ذي بطَلِ

حتى إذا ما آنَسَتْ خطَرًا
بتنا إلى الأطيافِ والطَّلَلِ

نرعى الكِنَاسَ بطرْفِ أعينِنَا
وقلوبُنا خفَّاقَةُ الرُّسُلِ

تَهَبُ العهودَ على حناياها
وتوثِّقُ الأوراقَ في زُحَلِ

ربَّاهُ من ثغْرٍ لمبسمِها
وسلافةٍ كحلاوةِ العسَلِ

وإذا بُلُيتُ بفقْرِ خاصِرَةٍ
والغنْجُ في النهدينِ والكفَلِ

ماذا سأفعلُ في تَميُّسِها
وغوايةِ الإقبالِ والوجَلِ

حتمًا بأني للردى نُزُلٌ
وكأنني المقصودُ في المثَلِ

كان الشهيدَ بنارِ مُهْجَتِهِ
وضحيَّةَ الحرمانِ والعلَلِ

ظنَّ الغرامَ وعودُهُ صدقَتْ
في جنَّةِ الأشواقِ والقُبَلِ

ليس الهوى راحًا ولا رغَدًا
ياعازفَ الآمالِ والأجَلِ

© 2025 - موقع الشعر