البسوس - مسلم محي عبد الامير

والتين والزيتون
واسود العيون
لو لم تكوني حاضني لكنت مم احتضن المنون
يا اسود العيون
كأن بي منتظر خلف ستار بيتكم والاهل يسألون
أما انقضت تلك العجاف الاربعين؟
ما الامر يا (يمامة)؟
فلتحقني دم أمرؤ يبلغك سلامه
دارت رحى البسوس في ربيعه الحزين
بين دويلات الهوى والنفس والملامة
أما انقضت سنين الحرب يا (يمامة)؟
ها قد اتى (جساس) طالبا يديك
وأمعني لكي تري (كليب) راكبا جواده
ولترضَ مقلتيك
أجيبي يا يمامة
كأن بي مسامعي قد مرها حلم
كأنها قد سمعت انشودة الحمام
من شفتي حمامة
هل قالت نعم يمامة؟
يا معشر الرجال والنساء والبنات والبنون
ليت الذي بداخلي يخفق تسمعون
ليت الذي في محجري يجول تنظرون
وليتكم يا قوم تعلمون
آه علي لو انكم يا قوم تعلمون
فلتجلبوا مناديا ليرتقي مآذن الجوامع
ولتقرعوا الاجراس في كنيسة القيامة
لا تنظروا لي هكذا قالت نعم يمامة
يا ايها العزيز
قد مسنا الشوق وجئنا بقلوب خاويات
فاسقنا بالحب كيلاً من عطايا مقلتيك الساحرة
يا ايها العزيز
نفذ الصبر لدينا منَّ بالكيل علينا
قد اتيناك لنشكو ظلمة الدهر وآهات الليالي الممطرة
جئت كي ارمي نفسي جثة هامدة فوق رباك الزاهرة
يا وردة مزهرة ما مرها خريف
هل تذكرين عندما نمر بالجموع
هل تذكرين كيف كانوا يطلقون القهقهات الساخرة
اين هم الان لكي اسمعهم
قهقهة من مهجتي المستعرة
اين هم الان لكي اروي لهم
قصة في شرف الحب وصبر القلب في تلك الليالي المغبرة
اين هم مني لكي اصرخ فيهم
صرخة من صور اسرافيل تجتاح سماهم
صرخة عالية حتى يضنوا انه حان معاد الآخرة
الوقت حان يا (يمامة)
حان معاد الشمس كي تشرق في سريرتي
حان معاد الشمس كي تشرق في مدينتي
مدينة الظلام والغمام
مدينة ابوابها وسورها ودورها حاوطها الحطام
مدينة غادرها الحمام
مدينة سكانها نيام
مدينة مات بها الغرام
قبيلة رحالة محروقة الخيام
مدينة قد خرجت من فتنة البسوس
فاستقبلت من بعدها الطوفان و الطاعون والجذام
هيا بنا لنعلن السلام يا يمامة
هيا بنا لنترك الخصام يا يمامة
هيا بنا لنرسم العشق على اجنحة الحمام
وليصفق الطير جناحيه بنا نحو السما
ولنسمع اللئام من عذالنا انشودة الغرام
يا معشر الانام
يا معشر الاهل و يا معاشر الاصحاب والاقارب
يا معشر العقارب
يا معشر الداعون بالخير و يا معاشر النوائب
تذكروني جيدا يا ايها الفانون
غدا على ابوابكم سيثمر الزيتون
تذكروني حينما يرزقكم الهكم بالمال والبنون
قصوا على اطفالكم من سيرتي الجميلة
قصوا عليهم قصص البطولة
قصوا عليهم سيرتي كي يأخذوا درسا بها عن الرجولة
قصوا لهم عن عشقنا
قصوا لهم عن صبرنا
وعلموهم كيف يحيا المرء في كرامة
قصوا لهم عن سيرتي
قصوا لهم عن فرحتي
يوم سمعت انها قالت نعم يمامة
© 2025 - موقع الشعر