فلسطينا - مجدي الشيخاوي

نُعانقُ الحزن دهرًا لا مُبالينا
متى سنغسلُ عارًا عالقًا فينا

الليلُ يشهدُ كمْ جُنَّتْ بواكينا
نبكى الصواعقَ و النيرانُ تطوينَا

لقصفكَ اهتزتَ الدُنيا بأكملهَا
وقولُ حُكَّامنا : عُذرًا فلسطينَا

ياسادةَ العُربِ يا من باعَ عِزَّتهُ
الخزيُ عارٌ و كلُّ الأرضِ تُرثينا

ضيعتم الحقَّ و الأضغانُ راقصةٌ
فوقَ المقابرَ قدْ زُفتْ جثامينَا

و أتعسُ الحالِ ذلٌّ لا انقطاع لهُ
يا ماء وجهي متى الميعادُ يُحيينَا

فكيفَ نكتمُ ما بالقلب من غضبٍ
قد حُرِّمَ القتلُ فينا من مواضينَا

بُكاءُ أعمَاقِنا الأفلاكُ تسمَعهُ
كفى سكونًا فإنَّ الصمتَ يُشقينَا

صرنا نُصلّى لندعو الله نَصْركُمُ
لولا هواكُمْ لما كُنا مُصلينَا

القدسُ بوابةُ الإسراء في نظري
قالتْ: تعِبتُ ودمُّ الطفلِ يروينا

لا تحسبي الموت يا أمي تُفرقُنا
أو تحسبي البُعدَ عنكمْ كان يُنسينا

و اللهُ يعلمُ أنَّ العجزَ يمنعُنا
نرجو الجهادَ ولكن ما بأيدينَا

وحسبُنا اللهُ في فقدٍ و في وجعٍ
وحسبُنا اللهُ يكفينا و يُجزينَا

نبكى عليكِ فأبكينا السما أسفًا
إنَّ الذي كان يُبكى القدس يُبكينَا

وكمْ دعونَا إلهَ الخلقِ يرزُقنا
فتحًا مبينًا وقال الكونُ آمينَا

آمالُنا منك يا مولاي واحدةٌ
نصرٌ فحقق لنا ربي أمانينا

© 2024 - موقع الشعر